تداولت وسائل اعلام سؤال محير حول المجتمع الروسي وعدم ابتسامهم في الصور حتى لو طلب منهم المصور ذلك, مؤكدة أن ذلك لا يعني أنهم غير سعداء لكن طابعهم الجدية ويعملون بالمثل القائل "ضحك بلا سبب من قلة الأدب".
وأورد موقع "روسيا اليوم" السؤال وما تم تداوله بأن عدم ابتسام الروس لا يعني أنهم شعب غير سعيد، لكنهم شعب لا يملك مهارة الإبتسامة دون سبب إذ يشعرون بأنهم غير ملزمين بذلك وتعد "الجدية في الحياة" إحدى أهم السمات التي تميز المجتمع الروسي، حيث أن لثقافة التواصل الروسية تأثيرا على تلك الملامح الحادة للشعب.
وقال الطبيب النفسي في أكاديمية العلوم البولندية Kuba Krys إن "الابتسامة في بعض البلدان ليست علامة دفء أو احترام بل إنها دليل على أنك أحمق وفي بلدان مثل الهند أو الأرجنتين أو جزر المالديف ترتبط الإبتسامة بخيانة الأمانة".
وأضاف Krys في بحث حول الموضوع أن "الفساد على المستوى المجتمعي قد يضعف معنى لإشارات مهمة مثل الابتسامة".
من جهة أخرى, وجدت دراسات أنه قد تكون هناك عوامل أخرى وراء عدم الابتسام مثل الترتيب الهرمي للمجتمع أو سيطرة الذكور عليه فيؤثر ذلك على طرائق التعبير العاطفي التي تعد الإبتسامة واحدة منها، كما أن بعض الثقافات لا يعطي قيمة كبيرة للسعادة.
وتعتبر بلدان مثل ألمانيا وسويسرا والصين وماليزيا أن الوجوه المبتسمة تعكس ذكاء الأشخاص، وترى اليابان والهند وإيران وكوريا الجنوبية وروسيا أن الابتسام دليل غباء.
وربطت دراسات بين عدم الابتسام في المجتمع الروسي وبين عوامل اعتبارية من بينها أنهم يعتبرون الابتسام ضربا من النفاق، كما يعتقدون أن الابتسام للغرباء أمر غريب، فضلا عن الاعتقاد بان بعض الأماكن مثل المدارس أو أماكن العمل تتطلب جدية تامة في التعامل، كما يرى المجتمع الروسي أن من الضروري إيجاد مبرر للابتسام، وما دون ذلك يعد غباء فضلا عن انهم يخشون جرح مشاعر الآخرين حين يبتسمون لأن بعضهم قد لا يكون سعيدا في تلك اللحظة.
سيريانيوز