هيئة تحرير الشام وبناء الدولة: هل من الممكن؟..بقلم: مروان

14.01.2025 | 21:59

السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل يمكن لهيئة تحرير الشام، التي ارتبط اسمها بممارسات وتصرفات متطرفة خلال سنوات الحرب، أن تكون جزءا من سوريا المستقبل؟ ربما تقوم بعض الجهات داخل الهيئة بمحاولة تقديم نفسها كطرف معتدل يسعى لبناء دولة، لكن الماضي المليء بالانتهاكات والعنف يجعل من الصعب على الكثير من السوريين الوثوق بها.

 

لبناء دولة خالية من الطائفية، يجب أن تكون السلطة متمثلة بكل أطياف المجتمع السوري، بعيدا عن الإقصاء أو فرض رؤية دينية محددة. لا يمكن لسوريا أن تتعافى إذا احتكر طرف واحد القرار السياسي أو الديني.

 

هل يستطيع الشعب السوري نسيان الماضي؟

نسيان الماضي لا يعني إنكار ما حدث، بل معالجته من خلال المصالحة الحقيقية، والاعتراف بالأخطاء التي وقعت، والعمل على تعويض المتضررين. يمكن للشعب السوري أن يتجاوز جراحه إذا توفرت إرادة سياسية واضحة تدعو للوحدة الوطنية وتضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار.

 

قصة شخصية: عندما يهدد التعصب علاقتنا الإنسانية

أذكر حادثة شخصية وقعت أثناء عملي مع صديقتين من خلفيات دينية مختلفة. كنت أنا وصديقتي، وهما مسلمة ومسيحية، في حديث عادي عن الدين. بدأت صديقتي المسلمة تتحدث بنبرة متشددة عن ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية وفرض الجزية على المسيحيين، متجاهلة وجود صديقتنا المسيحية بيننا. لاحظت تغير لون وجه صديقتنا المسيحية وشعورها بالانزعاج، مما دفعني للتفكير: كيف يمكن لأفكار غريبة ودخيلة أن تمحو صداقتنا وتاريخنا المشترك؟

 

ضحكت حينها وقلت في نفسي: كيف نسمح لهذه الأفكار أن تفرق بيننا؟ نحن السوريين لطالما عشنا معا، بكل طوائفنا وأدياننا، فلماذا نترك الحرب تزرع الفرقة بيننا؟

 

الطائفية ليست قدرا محتومًا على سوريا. بالمصالحة الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة، والعمل على محاربة الفكر المتطرف، يمكن للسوريين بناء وطن يحترم الجميع دون تمييز. القصة الشخصية التي مررت بها ليست سوى مثال بسيط عن التحديات التي تواجهنا، لكنها تحمل أيضًا بصيص أمل بأن التعايش لا يزال ممكنا إذا أردنا ذلك بصدق وإخلاص.

 

 

*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة على سياسة الموقع
*ارسل مساهمتك على الايميل [email protected]

 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2025 syria.news All Rights Reserved