على "العِشرة" هل تحسن اداء "حسناوات" لبنان.. ام اننا تعودنا سوء الاداء؟

29.04.2020 | 18:52

من النادر اليوم ان تشاهد مسلسلا سوريا خالصا ، لا بد ان تفرض جهة الانتاج مفهوم "العمل المشترك" الذي غالبا ما يكون شريك السوري فيها لبناني.. او ربما بشكل ادق ان يكون مسلسلا لبنانيا في حصته الكبرى.. فيه شريك سوري..
 

وربما الدراما السورية كانت الانجاز الوحيد الذي حققته سوريا خلال عقود طويلة قبل العام 2011، هي النتاج الذي اصبح علامة مميزة في الصناعة السورية ولا شيء اخر.. تفوقت على كامل الانتاج العربي واصبح لها من الشهرة ما يوازي (وربما يفوق في بعض الاحيان) الدراما المصرية العريقة..

تبخر هذا الانجاز مع سنوات الازمة السورية وكأن هناك من يريد ان يسلب السوريين كل شيء وفي اي مجال كان، فبدأت "موضة" الانتاج المشترك.. التي يفرض فيها المنتج على العمل افرادا بوظيفة نجوم يقفون امام نجوم الدراما السورية.. ليلد كل مسلسل لنا اسماء لم تكن موجودة في عالم الدراما من قبل..

اليوم مثلا ونحن نشاهد مسلسل الساحر الذي يقوم ببطولته عابد فهد والى جانبه محمد حداقي وعبد الهادي الصباغ، تظهر الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا، جميلة ممشوقة القوام فاتنة.. بأداء مقبول.. او يبدو لنا الاداء مقبولا.. اليوم في السنة الثامنة لتكرار مثل هذه التجارب.. ولكن ماذا لو كانت بدلا من صليبا.. سلافة معمار او امل عرفة او سلاف فواخرجي.. ماذا لو كانت واحدة منهن بطلة المسلسل امام عابد فهد..

اعتقد بان هذا كان ليشكل فرقا كبيرا..

درجت العادة في السنوات الاخيرة (2 او 3 سنوات الماضية) ان يكون الانتاج المشترك البطل سوري والبطلة لبنانية.. عابد فهد ستيفاني صليبا، قصي خولي نادين نجيم، تيم حسن سيرين عبد النور.. لماذا؟

لان المقولة التي تذهب ان نجومية الفنانات اللبنانيات تعتمد على الشكل صحيحة الى حد كبير، وهي مكملة للانتاج العام الذي يعتمد على الصورة، على الرؤية البصرية "المدهشة" التي تدفع المسلسل ليكون من دراما "الصالونات".. بعد ان احتلت المسلسلات السورية قبل الازمة الواقع وقدمت فنا حقيقيا صادقا ملامسا لهموم الناس واوجاعهم.. فنا جميلا عميقا.. اطاحت به اليوم السطحية والصورة والشكل.. التي يلعب دور الاساس فيها "الممثلة" اللبنانية كجزء من الديكور الفخم والمدهش للمشهد..

الحقيقة هذا ليس انتقاصا من قدر الفنانات والفنانيين في لبنان، فالدراما مثلها مثل اي صناعة اخرى تختلف فيها الجودة بين بلد وآخر، وهذه الجودة يدخل في تشكيلها عدة عناصر..

العنصر الاول وهو العنصر "الاكاديمي" الذي يتمثل في الدراسة والتحصيل العلمي، والعنصر الاخر هو الـ "قيمة اضافية" التي تميز  منتجا عن منتج آخر..

وفي سوريا هذه القيمة الاضافية هي الموهبة الاستثنائية والقدرة الفائقة التي بمتلكها السوري على التمثيل والاقناع الذي لا يرتكز وفقط على الدراسة والتحصيل الاكاديمي، وانما على تركيبة الشخصية السورية واللهجة الشامية وعناصر اخرى يمكن ان نقول بانها غير حسية موجودة في الممثل السوري ويفتقر اليها الممثل اللبناني بشكل واضح..

ناهيك عن التجانس ، الذي يبرز حتى في الاعمال المشتركة بين عملاقي الدراما العربية، مصر وسوريا، فان هذه الاعمال مهما حققت من نجاح، لا تصل الى نجاح الاعمال المصرية الخالصة او السورية الخالصة.. المزعج عموما يؤدي بشكل او بآخر الى تأثير سلبي على العمل.. هكذا اثبتت التجارب..

فما بالك بان نقحم مكون من الدراما اللبنانية في مسلسل سوري، او دراما سورية في مسلسل لبناني.. عدم التجانس سيكون واضح بشكل اكبر بالاضافة الى تأثير الجزء اللبناني سلبا على المسلسل عموما لانه جزء ليس بجودة المكون السوري.. هكذا تماما..

فنحن عندما نشاهد اداء الممثل المتميز باسل خياط مع راقصة فريق كاركالا الوجه الجديد "ليا ابو شعيا" في مشهد من مسلسل النحات، ينتابك شعور يمكن ان اسميه "فاصل واصل" (in out) فانت تدخل في المشهد وتعيشه عندما يتكلم "يمان" (باسل خياط) وتخرج منه عندما يحين دور "مايا" (ليا ابو شعيا).. تعيش بكل صراحة نوع من الانفصام.. الذي يمنعك ان تعيش الحلقة كعالم واحد متجانس.. وفي النهاية لا ندري اذا كان البطل السوري يمكن "يحمل" على ظهره كل النواقص الى نهاية المسلسل ويختمه بطريقة مرضية..

المكون اللبناني في مسلسلات الانتاج المشترك لا شك انه يبعث السرور في نفس المشاهد من ناحية الصورة والشكل، ولكن من ناحية القيمة الفنية والمضمون يتم الاعتماد كليا على المكون السوري الذي ينجح احيانا في الوصول بالمسلسل الى النجاح ويعجز احيانا اخرى..

ولكن اذا اردنا ان نكون صادقين مع انفسنا يجب ان نعترف بان هذا الشراكة ما هي الا زواج فاشل في معظم الاحيان.. ينتظر ظرفا مناسب لاعلان الانفصال..

ملح


TAG:

تعليقا على استهداف المنطقة الجنوبية.. سوريا تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة اسرائيل

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، يوم الجمعة، الهجوم الي شنته الطائرات الاسرائيلية على مواقع بالمنطقة الجنوبية، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات لوقف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية.