"ابو علي خضر " .. عنوان جديد لقصة قديمة تروي معاناة السوريين الطويلة ..
تم تداول هذا الاسم كثيرا خلال الاسابيع الماضية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام المحلية ، في قصص متضاربة ، عن هروبه ، ملاحقته ، افتتاحه لاستثمارات جديدة .. صعوده .. افول نجمه ..
وبدأت القصة بانتشار صورة لتعميم صادر عن وزارة الداخلية "بعدم التعامل معه والاتصال به" ، البيان الذي اثار موجة من التساؤلات حول طبيعته ومضمونه وهوية الشخص المذكور في التعميم.
ولم يؤكد التعميم الذي لم يصدر بشكل رسمي هوية هذه الشخصية التي بدأ بعض المتابعين بالكشف عن تفاصيل عنها تباعا ..
ما اكد هوية الشخص الذي اصبح حديث الشارع السوري شهادة لرئيس غرفة صناعة حلب "فارس شهابي" المعروف بمواقفه المؤيدة للدولة السورية و "الرافضة" لظواهر الفساد والتجاوزات.
حيث نقل موقع محلي جزء من لقاء "محذوف" على الفضائية السورية يطالب خلاله "الشهابي" بملاحقة "الرؤوس الكبيرة " في الفساد ، وعندما سألته مذيعة الاخبارية السورية من يقصد.. اورد الشهابي اسم "ابو علي خضر" كمثال .. واكد بان هذا الشخص يفرض اتاوات على المصانع ، وانه يهرب البضائع عبر "المعابر" ، ويقصد المعابر بين مناطق المعارضة والنظام في ريف حلب وحماة.
تأكدت وجود الشخصية " الشبح" من خلال شهادة رئيس غرفة الصناعة .. الذي اشار من خلال صفحته على الفيسيوك بان اللقاء الذي اجراه لم تتم اعادته حسب العادة في اليوم التالي على شاشة الاخبارية ، وقد تم "حذفه" من على موقع القناة على اليوتيوب ، وكشف ان الفضائية "الغت" مقابلة كان من المقرر اجراءها معه في حلب يوم الاثنين الماضي.
مصدر مطلع في دمشق لم يرغب بالكشف عن اسمه اكد بان ابو علي خضر هو رجل اعمال مغمور من مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس وهو "واجهة " تعمل لصالح رؤوس في الدائرة الضيقة للنظام السوري ، وتم اطلاق يده مع بعض الاسماء الجديدة لحصد المكاسب وجني الارباح من كل تجارة ممكنة خلال السنوات الاخيرة من الازمة السورية.
وبالفعل ظهر خلال السنوات الماضية اسماء جديدة عهد لها بمشاريع مشتركة مع القطاع العام ، وحصلت على امتيازات باقامة مشاريع كبرى في سوريا مثل سامر فوز ووسيم قطان لينضم "ابو علي حضر " الى القائمة.
وبحسب المصدر احتكار المشاريع والنشاطات التجارية المجدية في سوريا ظاهرة قديمة عمرها يمتد على ما قبل الازمة السورية اذا اعتاد النظام السوري العمل على الاستحواذ على "الاعمال" الكبرى في البلد من خلال رجال اعمال يرتبطون به ويجنون ما يعرف باسم "المال السياسي" الذي يوضع بتصرف رؤوس النظام لتمويل نشاطات "غير رسمية" تهدف لتعزيز سيطرتهم على الحكم.
وتتوالى تعليقات السوريين ، الذين يعانون من وضع معاشي مترد، على "حملات" محاربة الفساد التي تطلقها الحكومة بين الحين والاخر مطالبة بمساءلة هؤلاء المحتكرين "الفاسدين" الذين يدلل عليهم في الشارع السوري باسم "الرؤوس الكبيرة" ..
بعد هذه "الضجة" حول الاسم الصاعد الجديد ، ظهر "ابو علي خضر" قبل ايام في موقع جغرافي بارز في قلب دمشق في افتتاح شركة اتصالات جديدة خاصة به "ايما تيل" ، مشروع من بين مشاريع كثيرة له توصلنا الى تأكيدات من مصادر عدة لارتباط اسمه بها ، منها شركة القلعة للحماية الامنية ، وشركة الياسمين للمقاولات ، والشركة السورية للادارة الفندقية ..
يعلق الشهابي على حذف شهادته من على شاشة القناة الاخبارية حول " ابو علي حضر" بانها "ليست المرة الاولى التي يسحب لقاء.." له فيها ، وتوالت مئات التعليقات على منشوره منهم من اخبره بانها لن تكون كذلك الاخيرة ..
سيريانيوز