القصاع ..من بساتين مجاورة لسور المدينة إلى سوق تجاري يضج بالحياة

مشفى الفرنسي في القصاع

19.11.2016 | 13:18

حي دمشقي حديث نسبياً إذا ما قارناه بعمر المدينة، فلم يتعدى عمره بعد الـ 120 عاماً، ورغم ذلك نرى الدمشقيين يأتون على ذكره بحميمية ويستفيضون بالحديث عن ذكرياتهم فيه، فهو الشارع الذي ينبض بالحياة على مدار اليوم.

أنه حي القصاع الذي يصل ساحة العباسيين شمالاً بساحة باب توما جنوباً، وتعودت تسميته إلى صناعة "القِصَاع" الفخارية وهي عبارة عن صحون فخارية اشتهر الحي قديماً بصناعتها.

ونشأ الحي خارج سور المدينة القديم عند باب توما ضمن بساتين الزينبية التي حملت تسمية النبع الذي المتواجد فيها.

وكانت أولى المباني التي شيدت به هو "المشفى الانكليزي" وذلك في عام 1896م من قبل بعثة تبشيرية دانماركية، والتي تخلت عنه فيما بعد إلى البعثة التبشيرية الاسكتلندية، ما أدى لتغير اسمه إلى "مشفى فكتوريا" نسبة لملكة بريطانيا، ليتم فيما بعد وهبه إلى الحكومة السورية عام 1958م فسمي مستشفى الزهراوي نسبة للطبيب "أبو القاسم خلف الزهراوي".

وايضا من المباني الاولى في هذا الحي كان مشفى آخر وهو "المشفى الفرنسي"، وقد شيد في عام 1904م  ويسمى مشفى "القديس لويس"، وكنيسة القديس "كيرلس" وكنيسة "الصليب" التي تم تشييدها في عام "1930".

وتوسع حي القصاع بشكل كبير تزامناً مع  الثورة السورية وتحديداً في عامي 1926 و1927 بسبب لجوء عدد كبير من الأسر القاطنة في حي الميدان إلى هذا الحي هرباً من هجامات الفرنسيين عليهم انتقاماً من هجمات الثوار، الأمر الذي أدى لبناء مساكن جديدة.

ومع بداية عام 1945 م دخل البناء الحديث إلى القصاع، تطبيقاً لمخطط المهندس الفرنسي "أيكوشار" لمدينة دمشق.

وفي السابق كان يحوي هذا الحي العديد من الملاعب والاندية الرياضية، ونذكر منها نادي الصليب، نادي الغساني ونادي النهضة، وكان لكل ناد ملاعبه الخاصة، إلا أن التوسع العمراني ادى إلى هدم هذه الأندية والملاعب وإقامة أبينة سكنية في مكانها.

وأهم ما يميز القصاع الآن هو السوق التجاري المهم الذي أضفى حياة على هذا الحي، بالرغم من قذائف الحرب التي طالته منذ 5 سنوات وحتى الآن.

 

RELATED NEWS
    -