قناة اليوتيوب

"عطاء" من الرئيس.. يكرس مسيرة الانهيار..

17.03.2021 | 20:06

ثلاثة احداث خلال 24 ساعة في سياق واحد، رفع اسعار البنزين والغاز صرف "منحة" للموظفين والمتقاعدين لمرة واحدة، ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار..

ورفع سعر صرف البنزين بالطريقة التي تم بها يجب التوقف عنده، كما نعلم في سوريا كل المواد الاساسية لها سعران او اكثر حسب الاستخدام في اطار الدعم الشعبي للمواطن ودعم بعض القطاعات الاساسية والسعر الحر العالمي..


شاهد التقرير مصور .. اضغط هنا


في رفع سعر البنزين البارحة تم دمج ما يعرف السعر الحر بالسعر المدعوم، وبالتالي عمليا ارتفع السعر المدعوم.

اليوم عمليا القرارات تعني رفع سعر البنزين المدعوم من 475 الى 750 اي تقريبا بحدود 50%. وهذا يسمونه البنزين اوكتان 90 ولا يمكن الحصول عليه حاليا الا من خلال البطاقة الذكية اي ضمن مخصصات الشهر الواحد وباقي احتياج المواطن من البنزين يجب ان يحصل عليه بسعر 2000 ليرة سورية الذي هو سعر البنزين اوكتان 95 اي ان المواطن سيضطر لشرائه بهذا السعر بينما كان يحصل على ما ينقصه من البنزين بسعر 675 اي بارتفاع قدره 300%.

واعتقد بان هذه مقدمة – هكذا عموما السياق في سوريا – للتعامل مع كل المواد المدعومة وعلى رأسها المازوت اتوقع في وقت قريب سيتم رفع المازوت المستخدم للنقل ليصبح بسعر باقي الشرائح مثل الصناعي..

واساسا تم رفع سعر جرة الغاز من 2800 ليرة الى 3750 تقريبا بنسبة 30%.

الموضوع الاخر هو صرف منحة للعاملين والمتقاعدين في الدولة وهم لا يشكلون اكثر من 30% حسب ما اذكر من نسبة اليد العاملة في سوريا، لتعويض ارتفاع الاسعار الجنوني الذي يمضي في مسار تصاعدي جنوني ويحقق قفزات كبيرة في الايام القادمة بسبب المنحة – هكذا جرت العادة – وبسبب اخر هو:

ارتفاع سعر صرف الدولار في ذات اليوم من 4100 الى حافة 4500 ليرة سورية.. واساسا قبل اقل من شهرين كان بحدود 3000 الاف.

هذا الارتفاع مع الاسف سيأكل اي مكاسب حققها العاملون في الدولة الذين سيقبضون المنحة.. ويزيد..

وهذا الارتفاع عادة يكون بمباركة من الحكومة لتعويض كتلة المبالغ المصروفة في سبيل تمويل صرف المنح..

ببساطة اذا كان لديك عامل يتقاضى مثلا 40 الف ليرة في الشهر و40 الف ليرة كانت تساوي 1 دولار فعندما يصبح الدولار يساوي 80 الف ليرة فانك تستطيع ان تصرف راتب موظفين.. طبعا القدرة الشرائية ستنخفض الى النصف على الاقل للموظف..

والمشكلة بان المنحة صرفت لمرة واحدة بينما ارتفاع الاسعار ثابت وسيستمر بالتصاعد..

فكما قلنا كل الذي حدث يؤكد على ان الامور تتجه باتجاه الانهيار كما اشرت في اكثر من مرة.. والمشكلة الاكبر اليوم بانه لا يوجد قعر يقف عنده هذا الانهيار..

وقف الانهيار مرتبط باحداث تغيير حقيقي في مسار الاحداث وكسر الجمود في الحالة السورية، وسياق التطورات السياسية والعسكرية اي الميدانية على الارض تقول بان الامور ماضية كما هي عليه..

ذكرت قبل الان بان وقف الانهيار الاقتصادي يأتي من خلال امرين.. الاول احداث التغيير وتنفيذ قرارات الامم المتحدة والانتقال الى نظام حكم جديد..

او اعادة سيطرة الاسد على كامل تراب سوريا والمدن والمؤسسات والاجهزة ورفع العقوبات واعادة تعويمه سياسيا..

واليوم فان كلا الخيارين لا يبدو انهما مطروحان على الطاولة..

فالقوة المتدخلة او الفاعلة في القضية السورية.. تريد الحفاظ على نظام ضعيف آيل للسقوط لتكمل ما تنفذ على الارض.. دون ان تستطيع اي قوة "وطنية" من منعها لان هذه القوى عمليا اختفت عبر ممارسات النظام خلال 50 عاما ماضية كما اشرت في تسجيل سابق يمكن ان تراجعوه على الرابط.. ( شاهد )

ومع جهلنا للشكل النهائي للمشاريع المنفذة في سوريا ومدد تنفيذها يبقى المستقبل مجهول وتبقى الهاوية التي نسقط فيها.. مع الاسف.. هاوية بدون قرار..

 


TAG: