فضيحة في اخره مثل اوله.. الحجر الصحي.. والمواطن هو الاخير في حسابات الحكومة..
في الدول المتقدمة (او نصف المتقدمة) اي في الدول الحقيقية، كل شيء يتم في اطار تجنب إثارة الرأي العام، الرأي العام الذي هو أعلى سلطة في البلد وتخضع له كل السلطات، تخيلوا الآن لو أن بلدا الرأي العام فيها.. مات؟..
والرأي العام ليس ان يتذمر الناس او ان تظهر موجات احتجاج على السوشيال ميديا، الرأي العام هو مدى تأثير موجات التذمر والاحتجاج على القرار الحكومي واعتباره رقيبا على تصرفات المسؤولين والسلطة التنفيذية.
موضوع الحجر الصحي للقادمين من خارج القطر أمر ليس بالجديد فمنذ بداية إقرار الاجراءات لمواجهة فيروس كورونا شهدت صفحات السوشيال ميديا ومساحات واسعة في وسائل الاعلام تغطية لحادثة الحجر المعروفة في الدوير، والتي وجد فيها سوريون قادمون من ايران انفسهم في مكان غير مجهز وغير مناسب وغير مخدم.. وهرعت كاميرات الناشطين وقتها لتغطية الوضع المزري للمركز.. وتبع هذا نقلهم الى فندق مطار دمشق الدولي.. الى آخر القصة المعروفة..
واهتم المسؤولون وقتها وعلى رأسهم وزير الصحة.. وتم الاعلان عن تجهيز مراكز صحة لائقة للسوريين العائدين من الخارج المفروض عليهم قضاء فترة 14 يوم في الحجر الصحي او الفترة اللازمة لظهور نتائج فحص فيروس كورونا..
صادف اليوم ان علمنا وفق بيانات وزارة الصحة بأن 6781 شخصا تم وضعهم في مراكز الحجر الصحي خلال الشهرين الماضيين، وغابت التغطية تماما عن ظروف هؤلاء وكيف كانت تجربتهم بعد "الفضيحة" الاولى.. ليصادف حصول "فضيحة" ثانية كان من ابطالها ممثل شهير.. هو خالد القيش القادم من الامارات العربية المتحدة مع اكثر من 200 راكب آخرين على الخطوط الجوية ضمن الرحلات التي اعلن عنها لإجلاء السوريين العالقين في الخارج..
كتب خالد القيش عبر صفحته الشخصية بأن "270 راكب وصلو من الإمارات اليوم إلى دمشق.. لا تنظيم ولا تعقيم ولا اي شيء له علاقه بالحجر الصحي الان وصلنا إلى المدينة الجامعية بعد اكثر من 17 ساعة ما بين مطار الشارقه ودمشق وبعد الوصول كانت هذه النتيجة من الاهتمام"..
وكتب المخرج المعروف تامر اسحاق الذي كان ايضا ضمن المحجورين.. بتعليق على صورة تجمعه مع القيش "من داخل غرفتنا بالحجر الصحي مع وجود طبعا عدد هائل من جميع انواع الحشرات الزاحفه والطائره والمتسلقه"..
واضاف " طبعا كلمة حجر هي عنوان فقط.. الوضع اسوأ من الصور ومن الوصف آسف مافي صورة للحمامات. لانه مشتركه تقريبا لكل 75 شخص حمام وتواليت"..
وتوالت صيحات الاستغاثة من داخل الحجر الكائن في المدينة الجامعية في دمشق خاصة وان من بين القادمين كبار في السن وليس هناك تجهيزات مناسبة لقضاء حاجاتهم..
كتب (مصطفى) وهو واحد من اقارب احد الركاب على صفحته.. "المكان عبارة عن مستنقع ما بيقعد فيه الكلاب بق وحشرات وفيران وصراصير ما فيو ادنى معايير النضافة.. وشو هاد المفروض يكون؟ حجر صحي يا متخلفين"..
وانتشرت صور لمكان الحجر توضح سوء الحالة فيه، وتبين مفروشات رثة ومرافق قذرة غير مناسبة وغرف متسخة غير مناسبة لاقامة البشر..
لتكشف الحادثة عن معاناة مئات المحجورين في الفترة السابقة من الذين لم يتخطَ صوتهم جدران الحجر الصحي، ربما لم يكن معهم شخصيات معروفة او لم يكن من اقاربهم اعلاميين او مسؤولين..
ولتنضم هذه الحادثة الى سياق ما يحدث في سوريا اليوم التي تتراجع فيها الخدمات العامة بشكل ملحوظ وينهار الوضع المعيشي للمواطن السوري الذي مهما بلغ من قوة صراخه وشكواه فان الحكومة والمسؤولين أذن من طين وأذن من عجين..
تقول (ريما) معلقة على ما حدث في الحجر الصحي "حاج نستهين بكرامة العالم ونقلل من قيمتهم ونحرق قلبهم.. حجر المدينة الجامعية لا يصح للحجر ولا لإقامة طلابنا حتى لو بالمجان.. وخم وخم حيوانات.. قطط بين الناس.. حشرات وذباب غير الخنافس.. حاج حرق قلب.. لاقوا حل...."
سيريانيوز