الاخبار السياسية
قبيل اجتماع مجموعة "دعم سوريا". . خيبة أمل أوروبية للعجر الأمريكي الروسي عن الاتفاق بشأن سوريا
من المقرر ان تجتمع مجموعة الدعم الدولية لسوريا، يوم الثلاثاء، في فيينا، برئاسة وزيري الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، لوضع حد للحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 5 أعوام، في الوقت الذي عبرت فيه مصادر دبلوماسية اوروبية عن خيبة أمل لما اعتبروه "عجز أمريكي- روسي" من التوصل الى اتفاق انهاء الصراع.
نقلت وكالة "رويترز", يوم الثلاثاء, عن دبلوماسيين قولهم إن "إخفاق إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إقناع روسيا بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة يصيب الأوروبيين بخيبة الأمل بسبب تهميشهم في الجهود الرامية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا منذ خمس سنوات".
وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا المكونة من 17 بلدا, يوم الثلاثاء, في فيينا قال دبلوماسي بارز بالأمم المتحدة, طلب عدم نشر اسمه, إن الأوروبيين "يميلون للشك كثيرا بشأن ثنائية أمريكا-روسيا".
وأشار الدبلوماسي الى أن هناك سبلا مبتكرة لتحقيق انتقال للسلطة بعيدا عن الأسد ومنح جماعات المعارضة السورية سببا لوقف القتال وبدء التفاوض. مضيفا "لكننا لم نقترب حتى من مناقشة هذه الأشياء مع السوريين أنفسهم لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تحاولان مد جسور التواصل وفشلتا في ذلك. لهذا السبب تعين أن نعود ونفتح باب المشاركة".
وبينما يقر البعض بأن التعاون الأمريكي الروسي ساهم بقدر كبير في التوصل لاتفاق وقف الاقتتال الجزئي ولقرارات مجلس الأمن فإن الانقسام بشأن الأسد بدا من الصعب تجاوزه وأدى لعرقلة محاولات الأمم المتحدة للتفاوض بشأن اتفاق سلام.
ويذكر أن مصير الأسد يعتبر موضع جدل, حيث تدعو واشنطن إلى مرحلة انتقالية وتحول سياسي يفضي لرحيله, في حين تبدي روسيا موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي كبير, طلب عدم نشر اسمه, قوله إنه "إذا تذكرنا كيف التزم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بهذا الأمر... كان هذا عن أمل واقتناع بأن الروس سيتحركون سريعا للحصول على تعهدات من النظام للدخول في عملية سياسية. لكن هذا لم يحدث أبدا".
ونتيجة لذلك تظل الآفاق قاتمة لنهاية قريبة للصراع الذي بدأ في 2011 وحصد حتى الآن أرواح ربع مليون شخص.
ويقول دبلوماسيون إن إحدى المشكلات الرئيسية هي عجز الإدارة الأمريكية أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا. وأشار البعض إلى أن واشنطن فقدت أي قدرة ربما كانت لديها للتأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بمعاقبة سوريا بسبب استخدام أسلحة كيميائية، بحسب ما نقلت الوكالة.
وقال دبلوماسي أوروبي بارز في فيينا "أنا واقعي. أرى أن الأمريكيين ليسوا على استعداد للقتال أو الاستعداد لتقديم الكثير على الطاولة لإقناع الخصم بالعودة للمفاوضات".
وكان بعض ممثلي المعارضة السورية ومسؤولون بالأمم المتحدة ومسؤولون عرب اشتكوا من ممارسة الأمريكيين ضغوطا أكبر على المعارضة لتقديم تنازلات بدلا من دفع روسيا للضغط على النظام.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اشار إلى أن الرياض لا تعلق آمالها على نجاح الولايات المتحدة في إقناع روسيا بإزاحة الأسد واقترح العمل على ضمان حصول الفصائل المعارضة على تسليح أفضل.
وقال مسؤول من المخابرات الأمريكية إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتخلي عن الأسد إذا أفرزت المفاوضات بديلا يمكنه تحقيق الاستقرار لسوريا والسماح لها بالبقاء كحليف وحيد لروسيا في العالم العربي وقاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط".
وأضاف المسؤول, الذي طلب عدم نشر اسمه, لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علنا "بوتين فقد الثقة في الأسد ويتطلع لمسار لتحقيق انتقال مستقر بعيدا عن الأسد لكنه لم يصل إليه حتى الآن".
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, في وقت سابق, إن الأسد "ليس حليفا لروسيا" لكنها تدعمه في الحرب ضد "الإرهاب".
ويشار الى أن التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي، ساعد على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة خاصة في ريفي اللاذقية وحلب، بعد ظهور أسلحة متقدمة بأيدي معارضين يعتقد انها إمدادات عسكرية غربية ومن دول عربية، بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات.
ومن المنظر أن تعقد مجموعة "دعم سوريا" برئاسة الولايات المتحدة وروسيا اجتماعا, اليوم الثلاثاء, في فيينا، لمناقشة تطورات الوضع في سوريا ومتابعة اتفاقات وقف الأعمال العدائية، وكذلك إمكانية استئناف مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية.
وتضم مجموعة دعم سوريا روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا ومصر وإيران والعراق والأردن ولبنان وعمان والإمارات وقطر وتركيا والسعودية، وسبق أن حضر اجتماعاتها أيضا ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
سيريانيوز