مراجعة في كتاب
قانون مريم .. هل تفرق السياسة ما جمعه الحب ؟
ربما كان موضوع رواية الكاتبة السورية كلاديس مطر "قانون مريم" قبل العام 2011 موضع جدل وتشكيك ، كان حدث اغتيال الحرير ضخم وتبعاته غير اعتيادية .. ولكن لم يكن احد ليتنبأ بما جرى بعد ذلك ويصبح الحدث الكبير صغيرا ..
الرواية في فكرتها تناقش العلاقات السورية اللبنانية ، الرواية من حيث البنية تحاول اقتباس منهج امين معلوف في الاعتماد على الاحداث التاريخية ، بينما في السرد تتبع الكاتبة اسلوب غادة السمان ، في مزيج لم يصل بالرواية الى درجة النضج والاشباع.
تفاصيل القصة تقع بين مريم كاتبة سورية شابة وحازم صحفي لبناني يكتب في جريدة مشهورة ، يتعارف الاثنان خلال احد زيارات مريم للبنان المتكررة وتبدأ فصول قصة حب بينهما يفسدها حدث سياسي كبير يهز المنطقة ويوتر العلاقات بين البلدين "الشقيقين".
تحاول الكاتب ان تنقل للقارئ اجواء تلك الفترة في لبنان وانعكاسها على السوريين القاطنين هناك ، وتسلط الضوء على معاناتهم بالأخص شريحة العمال السوريين في لبنان.
وفي محور اخر تستعرض الكاتبة كيف تطورت علاقتها التي وصلت على حد الزواج مع حبيبها حازم وكيف اثر تطور احداث المشهد السياسي على سير هذه العلاقة ، وكيف خضعت النهاية لمحاكمة إرث تاريخي يحكم علاقات البلدين ..
اذا طلبوا مني ان اطلق وصفا على هذه الرواية بكلمة واحدة ساقول عنها "تسجيلية" تعرض الوقائع والانفعالات والتطورات "بريتم" واحد "هادئ" رغم خطورة الاحداث التي اختارتها الكاتبة لتكون بيئة روايتها.
لا استطيع ان اقول عن الرواية انها مشوقة ، وبالتأكيد رغم انها اعتمدت التاريخ كقاعدة ، لم تكن عميقة وتفاصيل الاحداث فيها كما ذكرت لم تصل الى حد الاشباع.
وما يجعل حكمنا على هذه الرواية اليوم غير منصف هو التطورات السياسية التي شهدتها المنطقة بعد كتابة الرواية والثورات التي قامت في سوريا وفي البلدان العربية والمعاناة الكبيرة التي عاشها الانسان في منطقتنا التي تجعل ما حصل في وقت اغتيال الحريري مجرد "نزهة".
ما الذي يدفعنا لقراءة هذه الرواية اذا ..
اعتقد سببان جديران بالاهتمام الاول ان الكاتبة سورية ونحن بحاجة لنشجع كل قلم سوري يحمل لديه القدرة على الكتابة ، والثاني انه من المفيد ان نسترجع بعد تفاصيل الاحداث التي مرت في تلك الحقبة في اطار حكاية خفيفة لا تخلو من الفائدة.
اما حول السؤال الرئيسي الجدلي الذي طرحته الرواية هل تفرق السياسة ما يجمعه الحب ، جاءت الاحداث بعد عدة سنوات لتؤكد بان السياسة قد تفرق حتى افراد العائلة الواحدة وتحولهم من ابناء واشقاء الى اعداء.
نضال معلوف