حروب اردوغان... جعجعة ام اننا سنرى الطحين؟

21.02.2020 | 21:59

المهلة التي اعطاها اردوغان لقوات الجيش السوري وحلفائه قاربت على النهاية، ويبدو ان تحذيراته لم تؤخذ بجدية وتابع الجيش السوري قضم الاراضي التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة.. فيما تابع الجيش التركي بارسال التعزيزات داخل سوريا!..

اليوم اطلق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تصريحات صحفية قبل اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمر بوتين، ورشح في تقارير صحفية ايضا معلومات حول ما تضمنه الاتصال بعد ان تم..

ما يهم ان نعرفه في هذا الخصوص، ان اردوغان، بوتين، ترامب.. رؤوساء الدول الفاعلة عموما لا يحددون سياستهم ويتخذون قراراتهم بناءا على توقعات "كيف تكون صورتهم" في اذهان السوريين..

هؤلاء يعملون لمصلحة بلادهم ومصلحة بلادهم وفقط.. وتكون التصريحات احد الادوات لتحقيق اهداف مرسومة بعناية، وما يهم في النهاية بالنسبة لهم تحقق هذه الاهداف..

من السذاجة ان نعتقد بان اردوغان او تركيا تصرف كل هذه الموارد وتتورط بهذا العمق في القضية السورية من اجل السوريين (وفقط)، هي بالطبع في حال تقاطعت مصالحها مع مصالحنا سيبدو انها تعمل من اجلنا وهذا سيكون موضوع ترحيب بالنسبة لها لا شك.

ولكن ان تضاربت مصالحها مع ما نأمل (او يأمل البعض منا) لن تحدد آمالنا خطواتها، ولن تحيد خطوتها (تركيا) عن السعي لتحقيق هدفها النهائي.

ما يهم فعلا ان نسلط عليه الضوء اليوم في كل التصريحات التي اطلقها اردوغان هو اشارته الى رغبته في اقامة منطقة آمنة بعمق 30 الى 35 كلم داخل حدود سوريا في منطقة ادلب، لتكون هذه المنطقة ملاذا ومأوى للسوريين المهجرين الذين فروا اليها من المعارك الدائرة في المناطق الاخرى..

"المنطقة الامنة".. عبارة ترددت كثيرا منذ بداية الاحداث في سوريا، لا بل كانت هدفا واضحا لتركيا منذ البداية ويبدو انه هدف وحيد، وكل الافعال الاخرى التي تأتت من الدولة الجارة كانت في سياق تحقيق هذا الهدف..

منطقة آمنة يسكن فيها سوريين مهجرين تمتد على اكبر مساحة ممكنة على الشريط الحدودي مع سوريا.. يبدو اليوم الهدف واضحا اكثر من اي يوم مضى.. ويجب (على الاغلب) ان نضع سلوك تركيا في اطار هذا الهدف ولا شيء سواه..

سيريانيوز


TAG: