الأخبار المحلية
الاسد: مستعدون لوقف "العمليات القتالية" شرط عدم تغيير مواقع "الإرهابيين" وضمان وقف تسليحهم
بحاجة لمساعدة ايران وروسيا لأن 80 بلداً تدعم "ارهابيين" بسوريا بشتى الطرق
أكد الرئيس بشار الأسد استعداد الحكومة السورية لوقف اطلاق النار شرط عدم التغيير الميداني بمواقع "الارهابيين"، وضمان عدم حصولهم على السلاح والدعم من الدول التي تساندهم.
وأوضح الأسد, في حديث لصحيفة (البايس) الاسبانية, نشر يوم السبت, ان "وقف العمليات العسكرية يتطلب منع الإرهابيين من استخدامه من أجل تحسين موقعهم والتوقف عن دعمهم بالمال والسلاح".
وأعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات" , في وقت سابق اليوم, ان فصائل مسلحة أبدت موافقة لعقد هدنة مؤقتة شرط وقف روسيا و إيران القتال, في حين اعتبر نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إن استعداد المعارضة لهدنة "مواقف سخيفة" لا تستحق الرد.
واضاف الاسد انه "سيكون هناك بعض القتال رغم وجود هدنة, على الأقل ضد “داعش”.. و”النصرة”.. والتنظيمات أو المجموعات الإرهابية الأخرى التي تنتمي للقاعدة".
وكان الاسد, اعلن يوم الاثنين, ان وقف "العمليات العدائية" في سوريا لا يعني التوقف عن "استخدام السلاح", مشيرا الى ان جميع الاطراف لا تستطيع على تلبية كل شروط "الهدنة" خلال أسبوع.
وتوصلت "مجموعة دعم سوريا" في اجتماعاتها في ميونخ بتاريخ 11و12 شباط الحالي، إلى اتفاق يقضي بـ "إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا واستئناف مفاوضات جنيف والحد من العنف ووقف العمليات العدائية خلال أسبوع"، إلا أن جزئية الهدنة لم تتحقق حتى الآن.
وعن الدعم الروسي والايراني لسوريا, اوضح الاسد ان "لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يحقق جيشنا هذا التقدم، أما القول انه ما كان بوسعنا تحقيق ذلك فهذا سؤال افتراضي, أعني أن لا أحد يمتلك الاجابة الحقيقية".
واضاف الاسد ان سوريا "بحاجة الى تلك المساعدة, بسبب وجود ثمانين بلدا تدعم الارهابيين بشتى الطرق, بعضها يدعمهم مباشرة بالمال أو بالدعم اللوجستي أو بالسلاح أو بالمقاتلين, وهناك بلدان أخرى تقدم لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية".
واشار الاسد الى ان " سورية بلد صغير, ونحن نستطيع القتال,لكن في المحصلة هناك دعم وامداد غير محدود لاولئك الارهابيين, ومن المؤكد أن تكون في هذه الحالة بحاجة الى دعم دولي".
ويوسع الجيش النظامي من عملياته العسكرية خاصة في محاور ريفي اللاذقية وحلب، بمساندة جوية من الطيران الروسي، حيث تمكن في الاسابيع الماضية من التقدم والسيطرة على عدد من النقاط والقرى، وسط ضغوطات دولية على روسيا من اجل وقف القصف.
وحول الوضع في حلب, بين الاسد ان "جزءاً كبيراً من المدينة تحت سيطرة الحكومة, ومعظم سكان الأحياء الأخرى نزحوا من المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة, والأمر لا يتعلق باستعادة السيطرة على المدينة, بل المسألة ترتبط بإغلاق الطرق بين تركيا والمسلحين, هذا هو هدف المعارك في حلب الآن, وقد نجحنا مؤخراً بقطع بعض الطرق الرئيسية, بالطبع ليس هناك إغلاق تام للمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا, لكن ذلك يجعل العلاقة بين تركيا والإرهابيين أكثر صعوبة بكثير, ولهذا السبب فإن تركيا دأبت على قصف الأكراد مؤخراً".
وكثف الجيش التركي قصفه مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا , ردا على ما تقول انقرة انه "إطلاق نار عبر الحدود", محذرة مقاتلين أكرادا بأنهم سيواجهون "أعنف رد" إذا حاولوا السيطرة على بلدة إعزاز قرب حدودها, كما أشارت الى انها قد تطلق عملية برية ضد داعش بسوريا.
وحول استعداد الجيش النظامي للذهاب الى الرقة, أوضح الاسد ان "الجيش متوجه الى الرقة والمناطق الأخرى, لكن التوقيت يعتمد على نتائج المعارك المختلفة الجارية الآن. ولذلك لا نستطيع تحديد التوقيت بدقة, كما اننا نقاتل الآن على أكثر من 10 جبهات في سوريا".
وفيما يتعلق بادخال المساعدات للمناطق السورية, أكد الأسد أن الحكومة السورية "لا تمنع المساعدات أو الاغذية ولم تتوقف منذ بداية الازمة عن السماح بدخولها لأي منطقة بما في ذلك الرقة الواقعة تحت سيطرة (داعش)".
ووصلت في الاونة الاخيرة قوافل محملة بالمساعدات الانسانية الى عدد من المناطق المحاصرة, فيما اعلنت الامم المتحدة عن عزمها القيام بعمليات إسقاط جوي للمساعدات على مدينة دير الزور، في عملية هي الأولى من نوعها بدعم "روسي وأمريكي".
وعن مفاوضات جنيف حول سوريا, اعتبر الاسد ان "جنيف3 فشل, ونحن لا نستطيع التفاوض بالطبع مع الإرهابيين بل مع مع السوريين الوطنيين المرتبطين ببلادهم".
وعلق المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا جولة أولى من المحادثات في الثالث من شباط على أن تستأنف يوم 25 منه, الا ان الامم المتحدة اعلنت ان الموفد الاممي لن يستأنف المفاوضات في الموعد المقرر, اذا لم تكن الحكومة السورية والمعارضة مستعدتين.
وحول اتهام واشنطن بقصف روسيا مستشفى قتل فيها العشرات, بين الاسد ان "بعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين قالوا إنهم لا يعرفون من فعل ذلك, وهذا ما قالوه لاحقا, هذه البيانات المتناقضة أمر شائع في الولايات المتحدة, لكن ليس لدى أحد دليل حول من فعل ذلك وكيف حدث ذلك, وفيما يتعلق بالضحايا فإن هذه مشكلة في كل حرب".
وأضاف الاسد "لايوجد دليل على أن الروس هاجموا أي أهداف مدنية, إنهم دقيقون جداً في استهدافاتهمو وهم يهاجمون دائماً وكل يوم قواعد أو مواقع الإرهابيين. في الواقع.. فإن الأمريكيين هم الذين فعلوا هذا.. قتلوا العديد من المدنيين في الجزء الشمالي من سوريا وليس الروس".
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن عدد قتلى الغارة التي استهدفت مستشفى تدعمه في إدلب منذ أيام ارتفع إلى 25 شخصا, مطالبة بتحقيق مستقل في هذه الحادثة, متهمة القوات النظامية وروسيا بالمسؤولية عنها, في وقت توالت الاتهامات الدولية الموجهة الى روسيا وتحمليها مسؤولية استهداف مدارس ومشافي في سوريا, ما أدى لسقوط عشرات الضحايا, الامر الذي نفته موسكو.
وعن ارسال تركيا والسعودية قوات برية إلى سوريا, اعتبر الاسد ان ذلك "مجرد زعم, لكن إذا حدث ذلك, سنتعامل معهم كما نتعامل مع الإرهابيين, وهذا عدوان, وانتهاك للقانون الدولي, وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا".
واعلنت تركيا انها لن ترسل قوات برية الى سوريا الا بقرار من مجلس الامن, فيما ابدت السعودية جاهزيتها لارسال قوات برية الى سوريا, لكنها اشترطت "قيادة امريكية" في حين اعتبر الاسد ان تركيا والسعودية "لا تمتلكان القرار لمهاجمة سوريا, ولا قدرة لهما على تغيير الخريطة", متعهدا بان الجيش النظامي سيتعامل مع القوات في حال تم ارسالها.
وعن تقرير الامم المتحدة الصادر في 3 شباط حول تعرض المحتجزين من قبل الحكومة للضرب حتى الموت , قال الاسد ان هذا "جزء من الدعاية الإعلامية الموجهة ضد سوريا, وهذه هي المشكلة مع الغرب ودعايته الإعلامية, إنهم يستخدمون معلومات لم يتم التحقق منها لاتهام سورية ولتحميلها المسؤولية, ومن ثم لاتخاذ إجراءات ضدها".
وتتهم دول وأطياف معارضة ومنظمات دولية السلطات الأمنية في سوريا بممارسة "التعذيب" وعدم مراعاة حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، وسط تقارير تفيد بوجود عشرات الآلاف في المعتقلات والسجون السورية نتيجة الأحداث.
وفي رده على سؤال.. "أين ترى نفسك بعد 10 سنوات؟" قال الاسد ان "رؤيتي بعد 10 سنوات أن أكون قد تمكنت من إنقاذ سوريا كرئيس وتكون سوريا سليمة ومعافاة, لكن ذلك لا يعني أنني سأكون رئيساً بعد 10 سنوات".
واضاف الاسد "لا أكترث لوجودي في السلطة بالنسبة لي، إذا أراد الشعب السوري أن أكون في السلطة، فسأكون, وإذا أرادوا ألا أكون، فلن أكون".
وما يزال الخلاف الدولي مستمرا حول مصير الأسد, حيث تدعو عدة دول إلى رحيل الأسد عن السلطة فيما يتوافق الموقف الروسي والإيراني الداعمين للأسد على انتقال سياسي في سوريا الا انه لا يفترض رحيلا موجبا للاسد بمقتضاه راهنا بقاء الاسد او رحيله بما يسميه ارادة الشعب السوري عن طريق الانتخابات.
وعن قضية اللاجئين, اعتبر الرئيس الاسد ان "الأمر لا يتعلق بسوريا فحسب, بل يتعلق ببلدان العالم الأخرى"، مطالبا أوروبا بـ "رفع الحصار على الشعب السوري, وتركيا الى وقف إرسال الإرهابيين إلى سوريا".
واردف الاسد "يتوجب علينا محاربة الإرهابيين وعلينا تحسين الأحوال المعيشية بأي وسيلة ممكنة كي نشجع الناس على البقاء في بلدهم. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تُعيد الناس أو أن تقنعهم بالعودة إلى بلدهم, وأنا متأكد من أن أغلبيتهم يريدون العودة إلى سوريا".
وكان الاسد دعا, في حوار لوكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) نشرت منذ ايام, أوروبا إلى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم.
وتدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الى دول الاتحاد الأوروبي لطلب اللجوء هربا من الصراع, فيما توفي العديد منهم غرقا و هم يحاولون عبور البحر المتوسط, للوصول إلى أوروبا, في وقت يعيش نحو 12,2 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها أوضاعا إنسانية كارثية.
سيريانيوز