ماذا لو زار بوتين الاسد في قصره .. وماذا وراء رسائل ترامب الناعمة الى ايران ..

08.01.2020 | 21:27

ماذا لو زار بوتين الاسد في قصره .. وماذا وراء رسائل ترامب الناعمة الى ايران ..

اول ما تواردت المعلومات من خلال وسائل الاعلام لتشير الى زيارة للرئيس الروسي فلاديمر بوتين الى دمشق ، بدى حجم الخبر ضخم ومعانيه هامة ودلالاته كبيرة .. حتى تكشفت التفاصيل ..

تكشف لاحقا بان بوتين وصل الى مطار دمشق ومنها انتقل الى تجمع القوات الروسية في ريف دمشق ، وقام الرئيس بشار الاسد بزيارته هناك برفقة وزير الدفاع علي ايوب واظهرت مقاطع فيديو بوتين يتحدث فيها الى قواته العاملة عبر مكالمة متلفزة يهنئهم بالعيد ، تبعه الاسد ليخاطب ايضا القوات الروسية ويهنئهم بالعيد ويقدم لهم الشكر لتواجدهم في سوريا.

ما يهم .. ان بوتين لو تجاوز بضع كيلومترات وزار الرئيس الاسد في قصره ، كان هذا  سيغير معالم الزيارة، ليس معالم الزيارة وحسب بل سيغير معالم المرحلة القادمة كلها بالنسبة الى سوريا..

كان هذا ليشكل اعترافا صريحا من قبل روسيا بسيادة سوريا وشرعية الرئيس بشار الاسد رئيسا لها والاهم كانت لتكون رسالة واضحة وقوية لجميع الاطراف بان روسيا لا ترى بديلا عن الاسد رئيسا في المرحلة القادمة لبلد حر سيد نفسه وصاحب قراره.

اما وان يقوم رئيس البلاد بزيارة رئيس ضيف قادم على قاعدة قواته العسكرية ويحضر اجتماعات وصور الزعيم الضيف وجنرالاته فوق رأسه ، ووزير دفاعه يجلس على كرس واطئ الى جانبه ، والمقاطع المصورة لكلام رئيس البلاد كلها شكر وتمجيد للرئيس الضيف ولقواته ودورها وفضلها على سوريا .. ..

فان هذا السياق يدلل على ان سوريا اصبحت بكاملها دولة تابعة لروسيا يتمتع رئيسها بصلاحية تنفيذية محدودة وان القرار السوري ( الرسمي) اليوم اصبح بشكل كامل في موسكو ..

وما يهم ايضا .. بان هذه القضية غير شخصية ولا تتعلق بشخص الاسد نفسه ، وان هذه التبعية يمكن ان تمتد الى عقود طويلة قادمة بوجود نظام الاسد او بعدم وجوده ..

 

بين صواريخ ايران .. ورسائل ترامب ، هل من حرب قادمة في المنطقة ..؟

كما وعدت ايران فان الرد كان قريب وتم قصف قاعدة "عين الاسد" بصواريخ طويلة المدى،  اسفر القصف عن "وقوع قتلى" في صفوف الجنود الامريكان ، الامر الذي نفاه ترامب في تصريح رسمي اكد فيه بان الصواريخ الايرانية لم تتسبب في ايذاء ايا من الجنود او العاملين في القاعدة ، وان الاضرار بسيطة اقتصرت على الماديات ..

الرسائل التي حملتها تصريحات ترامب كانت مهادنة ، تدعو الى السلام والى ان يغير النظام الايراني سلوكه في المنطقة ، صحيح ان ترامب شدد على انه لن يسمح بان تمتلك ايران الاسلحة النووية ، ولكن الكلام لم يكن عدائيا وهجوميا هذه المرة ولم يشر الى ان الولايات المتحدة ستتخذ اي اجراء جراء قصف قاعدتها في العراق ..

ما يهم .. في التجاذب الايراني الاميركي هو الابقاء على حالة التوتر والتجاذبات والتهديدات المتبادلة ورفع "بعبع" الصراع والمعركة فوق رؤوس شعوب المنطقة ، ويقتصر الامر على القيام ببعض المناوشات بين الطرفين بعيدا عن اراضي الدولتين ..

سيكون هذا صخب تحتاجه الانظمة الحاكمة في المنطقة لتستمر لسنوات وربما عقود قادمة ، تتقدم فيها اولوية الخطر الخارجي على اي تغير داخلي مأمول .. وتعيد امال الشعوب في تحقيق احلامها بالحصول على الحرية والديمقراطية الى ما قبل نقطة الصفر ..

اعداد : سيريانيوز


TAG: