طالب دبلوماسيون أمريكيون، يوم الخميس، الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربات عسكرية ضد النظام في سوريا، الأمر الذي اعتبره الكرملين سيؤدي إلى "فوضى تعم المنطقة"، مؤكداً رفض "القوة" كوسيلة لحل الأزمة في البلاد.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان "51 دبلوماسيا بوزارة الخارجية الأمريكية وقعوا على مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا وتطالب بضربات عسكرية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد لوقف انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وقالت الصحيفة نقلا عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها "إن المذكرة تدعو إلى تنفيذ "ضربات عسكرية موجهة" ضد الحكومة السورية في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا العام".
ولم تقم الولايات المتحدة الامريكية بالتدخل العسكري المباشر في الازمة السورية على الرغم مطالبة اطياف من المعارضة ودول اقليمية بالتدخل عسكريا في سوريا.
بدوره, قال مسؤول أمريكي لوكالة (رويترز) لم يوقع على المذكرة لكنه اطلع عليها إن "البيت الأبيض ما زال يعارض أي تدخل عسكري على نحو أعمق في الصراع السوري", مضيفا أن "المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم (داعش)".
بينما قال مسؤول ثان قرأ المذكرة إنها "تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون بشأن الملف السوري ويعتقدون أن السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما غير فعالة"، مردفاً "باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط ...على النظام السوري".
وتعيقبا على مذكرة الدبلوماسيين الامريكيين، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي يوم الجمعة "في أي حال من الأحوال لا يمكن لموسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى باستخدام القوة. وعلاوة على ذلك، من المشكوك فيه أن يساهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب بنجاح، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة بالمنطقة".
وانتشرت سابقاً أبناء عن وجود خطة بديلة لدى واشنطن فيما لو فشلت الهدنة المعلنة في سوريا منذ 27 شباط الماضي، الأمر الذي رفضته موسكو مؤكدة أنه "لن يكون هناك خطة بديلة مستقبلاً".
وأردف بيسكوف أنه ليس لدى الكرملين أي "معلومات موثوقة" عن الرسالة التي ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن عددا من موظفي وزارة الخارجية الأمريكية بعثوا بها إلى الرئيس الأمريكي، يدعون فيه إلى استهداف طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن لقوات الجيش النظامي بغية إسقاط النظام في سوريا.
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الخميس "ليس من السر بالنسبة لنا أن هناك قوى سياسية في الولايات المتحدة تدعو إلى حل عسكري (للأزمة في سوريا). إلا أن ذلك ليس طريقتنا"، وفقاً لوكالة "انترفاكس" الروسية.
ولفتت زاخاروفا إلى أن "عملية المفاوضات وتشكيل مجموعة دعم سوريا وإطلاق الحوار السياسي بين السوريين بوساطة الأمم المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين خير دليل على ذلك".
وتسعى الامم المتحدة الى عقد مفاوضات جنيف بين الاطراف السورية, بعدما جرت عدة جولات سابقة ولم يتم التوصل خلالها لاتفاق مشترك بين وفدي النظام والمعارضة بسبب الخلاف على طريقة حل الازمة والانتقال السياسي ومصير الاسد.
ولا يزال مصير الأسد يشكل نقطة خلاف في مجمل اللقاءات والاجتماعات بخصوص حل الأزمة السورية, حيث تطالب أميركا ودول غربية ببدء عملية سياسية تنتهي برحيله, فيما تعتبر روسيا وإيران أن وضع شروط مسبقة للبدء بعملية انتقالية "أمر خاطئ", مؤكدتان أن الأمر يعود للشعب السوري, بينما أكد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا , أن "السوريين هم من يقررون مصير الرئيس الأسد, وليس الأجانب".
سيريانيوز