إيران: إعلان موسكو "إشارة ايجابية" عن وضع الهدنة في سوريا
تواصلت ردود الأفعال الدولية إزاء إعلان روسيا سحب قواتها جزئياً من سوريا، حيث قال المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا، إن القرار سينعكس "إيجابيا" على مفاوضات جنيف، كما رأى فيه مجلس الأمن "أمراً إيجابياً".
وجاء في بيان صادر عن المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا، إن "إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب القوات في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه الدورة الجديدة من المفاوضات السورية-السورية في جنيف، يعد تطورا مهما، ونحن نأمل في أنه سينعكس إيجابيا على عملية التفاوض في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري وعملية انتقال سياسي ناجحة".
وكان مكتب دي ميستورا، قال في وقت سابق إنه من السابق لأوانه الحديث عن التأثير المحتمل لقرار روسيا سحب قواتها من سوريا، على مفاوضات السلام السورية الجارية بجنيف.
من جهته، قال الرئيس الحالي للمجلس السفير الأنجولي إسماعيل غاسبار مارتينز "أخذنا علما بقرار روسيا بدء سحب جزء من قواتها...هذا شيء جيد، ونعتقد جميعاً أن هذا أمر إيجابي".
وأضاف مارتينز في ختام مشاورات مغلقة حول سوريا في المجلس، أن "هذه المبادرة أصبحت ممكنة بسبب التعاون الجيد بين الولايات المتحدة وروسيا".
وحول الموقف الإيراني من إعلان سحب جزئي للقوات الروسية من سوريا، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن بدء روسيا بالانسحاب هو "مؤشر على أن موسكو لا ترى حاجة للقوة للحفاظ على وقف إطلاق النار، وهو في حد ذاته ينبغي أن يكون إشارة إيجابية، وما علينا الآن إلا أن ننتظر ونرى".
وأكد ظريف خلال مؤتمر صحفي بكانبيرا إثر لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب، على موقف إيران بقوله "إن حقيقة صمود الهدنة في سوريا هو موضع ترحيب، وهو أمر كنا قد طالبنا به منذ أعوام".
ولفت ظريف إلى أنه طالما استثني تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، أو المتعاونين معهم، من الهدنة، فإن المجتمع الدولي متحد ضدهم، وهي "رسالة لـ(داعش) مفادها أن حربنا ضدهم مستمرة بلا هوادة"، على حد تعبيره.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية النرويجي بورغي بريندي أن "قرار روسيا تركيز اهتمامها على دورها في العملية الدبلوماسية يعد إشارة إلى الحكومة السورية لكي تزيد بدورها من جهودها في سياق مفاوضات السلام التي انطلقت بجنيف".
وتابع بريندي "من الضروري إطلاق حوار سلمي متكامل حول سوريا. ومن المهم أيضا الاحتفاظ بنظام وقف إطلاق النار. وعلينا أن نراقب خطوات روسيا عن كثب خلال الأيام القليلة القادمة، إذ يجب عليها أن تقرن أقوالها بالأفعال".
وأكد الوزير النرويجي ضرورة احترام كافة الأطراف نظام وقف العمليات القتالية والمساهمة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق البلاد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى مساء الاثنين التعليمات بالشروع في بدء سحب القوات الروسية الرئيسة من سوريا ابتداء من الثلاثاء 15 آذار، بعد "نجاحها في تحقيق المهمات الرئيسية المطروحة أمامها".
وجاء ذلك عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، مساء الاثنين آذار في الكرملين، الذي أعلن أن "جميع ما خرج به اللقاء (الثلاثي) تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد".
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير, اعتبر يوم الاثنين, ان الانسحاب الروسي من سوريا "سيزيد الضغط على الاسد للتفاوض على انتقال سلمي".
كما لقي الاعلان الروسي ترحيبا من قبل "هيئة التفاوض" المعارضة, مشيرة الى ان الخطوة في حال كنت "جادة" فستعطي محادثات السلام "دفعة إيجابية".
وستحافظ روسيا على وجودها العسكري في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية، وستتمثل مهمة العسكريين الروس المتبقين هناك في الرقابة على تطبيق اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا، وفقا للتصريحات الروسية.
وكانت الرئاسة السورية أعلنت الاثنين، ان الاسد وبوتين اتفقا خلال اتصال هاتفي على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا "بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، واستمرار وقف الأعمال القتالية"، دون أن يتم الإعلان عن أي جدول زمني للسحب.
وساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة خاصة في ريفي اللاذقية وحلب بعد ظهور أسلحة متقدمة بايدي معارضين يعتقد انها إمدادات عسكرية غربية ومن دول عربية، بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات.
وجاء الإعلان عن هذه الخطوة في اليوم الذي استؤنفت فيه محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة بين أطراف الصراع في سوريا، بلقاء رسمي ضم وفد النظام السوري ودي ميستورا.
ومحادثات جنيف هي الأولى منذ أكثر من عامين وتأتي وسط تراجع ملحوظ في القتال بعد سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو في الشهر الماضي
سيريانيوز