أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، يوم الجمعة، أن الجيش النظامي استعاد 52 من أحياء حلب الشرقية، وبات يسيطر على 93% من مساحة المدينة.
ونقلت وسائل اعلام، عن رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان قال الفريق سيرغي رودسكوي، قوله إن "المساحات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بحلب تقلصت بمقدار الثلث خلال الأيام الأربعة الماضية", مشددا على أن "هذه النجاحات، حققتها مجموعة القوات البرية التابعة للجيش السوري، إذ لا يزال حظر طلعات الطيران الحربي الروسي والسوري فوق حلب ساري المفعول منذ 18 تشرين الأول".
وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن اعلنت قبل يومين ان الجيش النظامي بسط سيطرته على 70% من مساحة المنطقة التي كانت بيد جماعات المعارضة المسلحة شرق حلب، وسط خروج مزيد من المدنيين من تلك المناطق وانسحاب عدد من المقاتلين منها.
وأكد رودسكوي "استمرار إغاثة المدنيين في حلب، إذ يتم نقل عشرات الأطنان إلى الأحياء التي استعادها الجيش السوري، يوميا، بالتزامن مع الجهود الرامية إلى استعادة البنية التحتية الاجتماعية وتقديم خدمات الرعاية الصحية".
وأضاف رودسكوي أنه "بفضل هذه الجهود، تمكن ما يربو عن 3 آلاف شخص من العودة إلى بيوتهم في بعض أحياء المدينة، فيما ينقل المدنيون الذين يخرجون من حلب إلى مركزي إيواء في قرية جبرين شرق حلب وفي محالج حلب".
وخلال الأيام القليلة الماضية، أرسل المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا إلى حلب ما يربو عن 270 طنا من المساعدات، وذلك بالإضافة إلى نشر 155 مطبخا ميدانيا تقدم الوجبات الساخنة للمدنيين.
وأكد رودسكوي أن "مركز المصالحة الروسي يساهم في الجهود الرامية إلى إجلاء المدنيين من الأحياء التي مازالت تحت سيطرة المسلحين", مضيفا أن "هذه الجهود أسفرت خلال الساعات الـ24 الماضية، عن إجلاء أكثر من 10.5 آلاف شخص، بينهم 4015 طفلا من الأحياء الشرقية. كما استسلم 30 مسلحا لقوات الجيش السوري".
وبذلك بلغ عدد المسحلين الذين خرجوا من حلب الشرعية طوعيا حتى الآن، 1096 شخصا، وعفي عن 953 منهم، فيما تستمر الإجراءات الأمنية الضرورية مع الباقين.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن يوم الخميس، توقف العملية العسكرية في مدينة حلب تمهيداً لعملية إنسانية كبيرة ستتم في المدينة.
وتابع رودسكوي أن "هناك شهادات من المدنيين الذين يخرجون من حلب الشرقية، حول جرائم ترتكبها المعارضة المسلحة في المناطق التي مازالت تحت سيطرتها، بما في ذلك، عمليات التعذيب، والإعدامات الميدانية"، مؤكدا أن "ضباط مركز المصالحة الروسي يوثقون كافة هذه الجرائم".
كما تحدث رودسكوي عن جهود قوات الهندسة الروسية لتطهير المناطق التي استعادها الجيش النظامي من المتفجرات، بما في ذلك العبوات الناسفة والألغام والقنابل غير المنفجرة.
وأوضح أن "الخبراء الروس يولون الأولية لتطهير أهم منشآت البنية التحتية والطرق الأساسية, وخلال الـ24 الساعة الماضية، أزيلت الألغام في 21 منشأة، بينها مدرستان، ومحطة توزيع كهرباء، ومجمع لمعالجة المياه، ومسجدان".
وشهد الجزء الشرقي من مدينة حلب، تصعيداً في المعارك والهجمات، اثر محاولة النظامي استعادة السيطرة على كامل المدينة.
وبشأن الوضع في باقي الأراضي السورية، أكد رودسكوي أن "عملية المصالحة مستمرة، إذ تلقى مركز المصالحة الروسي حتى الآن 94 بيانا من زعماء فصائل في المعارضة المسلحة حول الانضمام لنظام وقف إطلاق النار، فيما انضمت 1040 بلدة سورية إلى عملية المصالحة".
وأشار إلى أنه "تم نقل 3690 شخص من بلدة خان الشيح إلى إدلب، بينهم 2079 مسلحا و1611 من أفراد عوائلهم، فيما أعلنت السلطات السورية العفو عن 2039 شخصا اختاروا العودة إلى الحياة السلمية.ومن بلدة التل نقل إلى إدلب 2054 شخصا، فيما تم العفو عن 1595 من أفراد الفصائل المسلحة".
وتوقع رودسكوي بأن "يتمكن المدنيون قريبا من العودة إلى خان الشيح وإلى التل وإلى المناطق الأخرى التي استعادت السلطات السورية السيطرة عليها".
وكان الجيش النظامي قد سيطر على خان الشيح و13 قرية مجاورة، بعد أن كانت خاضعة لسيطرة مسلحي تنظيمات "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا)، و"أحرار الشام" و"سيف الشام" منذ عام 2012.
يشار الى انه تم التوصل لعدة اتفاقات مصالحة في الاونة الأخيرة شملت مناطق بريف دمشق مثل داريا والمعضمية وقدسيا والهامة، اصافة لاتفاق في حي الوعر بحمص.
سيريانيوز