قناة اليوتيوب

بين سقفين.. مراسم رئاسية من داخل المعهد الطبي!؟

31.10.2021 | 22:50

نحن الصحفيون المتابعون للشأن السوري نرى التناقض الصارخ في الصورة التي تصلنا ويتسع الفرق يوما بعد يوم بين القيادة والناس بحيث يمكن وصف المشهد بالفجور..

وانت تتابع المسؤولين.. والصورة التي يظهرون بها، وما فيها من بذخ وابهة، واضح بانهم يحاولون ان يحاكوا العظماء المجانين الذين يعيشون على بعد الاف الكيلومترات منهم..


لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا


نجد على بعد مئات الامتار فقط صورة مغايرة.. تتلاشى هذه الصورة مباشرة ابتداء من حي المهاجرين تحت القصر وصولا الى اطراف احياء البؤس والفقر المتناثرة في اطراف المدينة والحال بباقي المدن اسوأ..

هذا سقف المعهد الصحي في قلب دمشق يدرس تحت هذا السقف الكادر الطبي الذي سيكون ضمن الفريق الذي يتولى علاج السوريين في المستقبل.. وهذا سقف قصر المؤتمرات الذي اعتاد الرئيس ان يظهر الى الناس فيه..

بين هذين السقفين تقع كل فصول الحكاية..

يقول الطلاب في المعهد بكل مباشرة وصراحة هم ليسوا مؤهلين للقيام بأي دور في مجال عملهم في الحياة العملية، لا كتب ولا مخابر ولا تدريب..

كيف يعيش المسؤول هكذا وكأنه في فقاعة..

على الاغلب انهم يخلقون واقعا آخر مواز فاذا كانت كل القطاعات في حالة انهيار وكل الناس تعاني، يخلقون نماذج تشبه نمط حياتهم الباذخ ويقومون بزيارتها والعيش في محيطها لتصبح هي العالم الواقعي بالنسبة لهم.. ربما..

تجدهم متواجدين في هذه النماذج في مناسبات عدة وعلائم الفخر والاعتزاز ظاهرة عليهم، والحقيقة بان هذا النموذج اليتيم احيانا لا يدعو للفخر.. وليس بحاجة لتتواجد القيادة فيه ، عليها ان تتواجد وتزور مثل هذه الاماكن لكي تكون قريبة من الواقع..

اسقف متساقطة، ارض قذرة، مقاعد مستهلكة، مياه صرف صحي تتسرب على رؤوس الطلاب اثناء الدروس..

وهذا ليس المثال الوحيد، كنا رصدنا تقريرا الاسبوع الماضي حول مدرسة في ريف دمشق وكان الواقع مؤلم للغاية ووصلني كثير من الرسائل التي تعبر عن الالم والحسرة لما آلت اليه الامور في سوريا..

ونحن نعيش حالة فصام حقيقية بين المشهدين، عندما يتحدث المسؤولين عن الانتصارات مملوئين بالزهو والفخر.. وعندما نشاهد وقائع حياة السوريين ونقرأ عن همومهم.. لا شيء يمكن اخفاؤه في هذا الزمن..

ومع الايام يزداد التباين بين زمرة قادرة على الحصول على كل شيء وان تجعل عالمها كما تشتهي وتقفز عاليا عن الواقع..

وبين عامة الشعب الذين يسحبهم الواقع يوما بعد يوم الى الاسفل الى المجهول وهم غير قادرين على تغيير من هذا الواقع شيء..

 

 

 


TAG: