الاتفاق الاخير حول ادلب.. هل كسر ارادة تركيا في سوريا؟
تم اخيرا اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمر بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في موسكو يوم الخميس، نتج عنه اتفاق اقر وقف اطلاق النار في ادلب.
اللقاء جرى بعد اسابيع من المعارك الدامية التي دخلت فيها تركيا لاول مرة بجيشها بشكل مباشر، ووقعت حادثة القصف المعروفة في ريف ادلب والتي قتل وجرح خلالها العشرات من الجنود الاتراك، لتتصاعد الاحداث ويشتد القتال بعدها بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية على الطرقات الدولية كان ابرزها سراقب.
ثبت الاتفاق الاخير معادلة ان الاتفاقات لا تغير في مكاسب الميدان شيئا ، وان ما تم السيطرة عليه عسكريا لا يمنح من خلال المفاوضات.
كل الاتفاقيات التي ابرمت بين الاطراف الاقليمية في الاستانة وسوتشي كانت تثبت امرا واقعا، والامر الواقع اليوم بان الطريق الدولي الواصل بين حلب وحماة (ام 5) اصبح تحت سيطرة النظام والحليف الروسي.
واما الطريق الواصل بين سراقب واللاذقية (ام 4) اقر ان يكون هناك مسافة امان 6 كلم من كل جانب منه لفتحه امام الحركة وتأمينه، ولكم من خلال النظر الى الخارطة نجد ان المنطقة الخضراء جنوبي الطريق التابعة اليوم للمعارضة ليست فيها مقومات الصمود لتبقى على هذه الحالة، ومن خلال مراجعة سياق سير اتفاقات استانة بين الطرفين الروسي والتركي فانها على الاغلب ستنضم الى سيطرة النظام.
ما يهم.. ان تركيا في النهاية احتفظت بما تريد (بمعزل عما تريد المعارضة) فتركيا صرحت منذ البداية وتعيد ذلك في كل وقت بانها تريد منطقة امنة على الحدود السورية التركية، وهي في ادلب اليوم وبحسب الاتفاق الاخير حصلت على هذه الشريط الذي يمتد مسافة تساوي تقريبا 30 كلم ويتصل مع منطقة غصن الزيتون التي سيطرت من خلالها على عفرين ودرع الفرات التي سيطرت من خلالها على المنطقة الشمالية حتى جرابلس ومن ثم نبع السلام التي سيطرت على المنطقة الممتدة من تل ابيض الى تل تمر..
بالنسبة لتركيا اعتقد بانها تمضي وفق المخطط وبما يحقق مصالحها بدون زيادة او نقصان..
ما يهم ان نضع في بالنا في حسابات الربح والخسارة ما يريد الاطراف حقيقة من تواجدهم في سوريا وليس ما نريد نحن من هذه الاطراف.. لان خسارتنا نحن كسوريين لا تعني بالضرورة خسارة لهم..
سيريانيوز