الاخبار السياسية
لافروف: مبادرة ترامب باقامة "مناطق امنة" ممكنة شرط موافقة النظام
قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، يوم الاثنين، إنه في حال كان هدف واشنطن من فكرة المناطق الآمنة في سوريا هو تخفيف عبء استقبال اللاجئين على الدول المجاورة، فهي مبادرة ممكنة التطبيق مع ضمان موافقة السلطات السورية عليها.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، في موسكو، "فيما يخص فكرة إقامة مناطق آمنة في أراضي سوريا، فنحن سنستوضح حول هذا الموضوع، في إطار حوارنا مع الشركاء الأمريكيين".
وأوضح الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن "الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط النظام".
ولفت لافروف إلى أن ذلك السيناريو كان مستنسخا من الأحداث الليبية، التي تم في سياقها إنشاء مثل هذه المنصة في بنغازي، ومن ثم تم استخدامها لإسقاط معمر القذافي، وكذلك كذريعة للتدخل عسكريا، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وتوقع لافروف، أن مبادرة الرئيس الأمريكي الحالية لا تستهدف إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد عبر تلك المناطق، إنما "الإقدام على خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسوريا وأوروبا".
وأردف الوزير الروسي، أنه إذ كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازحين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مشددا على أن هذه المبادرة تتطلب تنسيق كافة التفاصيل وحتى المبدأ نفسه مع السلطات السورية.
وكان ترامب قال يوم الأربعاء الماضي انه يعتزم إقامة مناطق آمنة في سوريا" تهدف "لحماية الأشخاص الفارين من العنف".
ويعتبر تصريح ترامب مخالفاً لما قاله الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما, والذي اعتبر ان إقامة "منطقة عازلة" في سوريا مسألة صعبة من الناحية "التطبيقية" من دون التزام عسكري كبير.
وحذر مسؤولون عسكريون أمريكيون من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سوريا ستتطلب عددا كبيرا من الموارد الإضافية , بخلاف القتال ضد تنظيم "داعش"", وسيكون من الصعب ضمان أن لا يخترق المتشددون تلك المناطق.
يشار إلى أن فكرة انشاء مناطق آمنة في سوريا، لاقت في وقت سابق استنكاراً من روسيا، حيث طرحت تركيا سابقاً مثل هذه الفكرة، ولم تلق الدعم الكافي لتنفيذها، فقد شككت موسكو باستخدام هذه المناطق لأغراض إنسانية, مرجحة استخدام المتشددين هذه المناطق ملاذا يعيدون فيه تسليح أنفسهم والتزود بالعتاد ثم العودة للحرب مرة أخرى وهو ما يمكن أن يمد أمد المذبحة في سوريا.
وعن محادثات السلام السورية, شدد لافروف على "ضرورة التحلي بالصبر لدى تشجيع المعارضة السورية على المشاركة في مفاوضات السلام"، لكنه أكد على أن ذلك "لا يعني استمالة طرف معين".
وأوضح أن الجولة القادمة من مفاوضات جنيف يجب أن تجري "بمن حضر"، على الرغم من تأكيده على ضرورة توجيه الدعوات إلى جميع المعارضين المعروفين.
ولوح لافروف بأن موسكو "لا تصر على تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف"، مؤكدا أن "المعارضين أنفسهم أصحاب القرار بهذا الشأن".
قال المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، يوم الاثنين، أنه سيعلن موعد استئناف المفاوضات السورية في جنيف بعد مشاوراته مع مجلس الأمن.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن يوم الجمعة، أنه تم تأجيل موعد عقد مفاوضات سلام سورية في جنيف إلى نهاية شباط المقبل، بعد أن كانت مقررة في الثامن منه.
يشار الى ان آخر جولة من المفاوضات السورية السورية غير المباشرة انتهت في جنيف بشهر نيسان الماضي.
سيريانيوز
TAG: روسيا، سوريا، أمريكا