بمناسبة عيد الميلاد المجيد.. الف سلام على الاكثرية..

اذا طرحنا السؤال التالي.. من هم الاقليات في الولايات المتحدة الاميركية.. او من هم الاقليات في فرنسا او بريطانيا او هولندا.. سنجد صعوبة في الاجابة على هذا السؤال..

اذا طرحنا السؤال التالي.. من هم الاقليات في الولايات المتحدة الاميركية.. او من هم الاقليات في فرنسا او بريطانيا او هولندا.. سنجد صعوبة في الاجابة على هذا السؤال..

فيما سيكون الموضوع سهلا للغاية في مناطق اخرى ومنها منطقتنا..

تسمية جماعة سكانية محددة بانها اقلية ينقلها الى خانة "الضعيف" الذي يحتاج المساعدة.. خانة تلك الجماعات التي لن تستطيع ان تصل الى حقوقها لانها اقلية والاكثرية غالبة.. ويبقى موضوع الحقوق هو بمقدار تفهم الاكثرية وعطفها على الاقليات..

وتعزيز هذه الفكرة يدفع الاقليات الى طلب الحماية او قبول طلب الحماية من جهات خارجية.. قوى كبرى تستطيع ان تضغط على قيادات الاكثرية لتأمين حماية للاقليات..

وتكون هذه الثغرة هي بمثابة الفتحة التي تودي بالبلد الى جهنم..

لانه عندما تمتد يد القوي الى  داخل الدار.. حقيقة هو لا يمدها لانه يريد حماية احد.. هو يريد ان يحقق مصالحه.. مصالحه تلك التي لا يستطيع ان يحققها من خارج الحدود.. مصالح على حساب الجميع.. جميع سكان البيت..

عموما كل التدخلات الخارجية على مر التاريخ وفي التاريخ الحديث ادت الى مزيد من الاضطهاد والغربة والهجرة للاقليات من اوطناهم..

وايضا دمار وعدم استقرار وتبعية وفشل لبقية المكونات..

نعود للسؤال الذي بدأنا فيه الحديث.. من هي الاقليات في اعظم دولة في العالم اليوم.. الولايات المتحدة الاميركية، التي تضم تنوع عرقي وديني ومذهبي وشعوب تنتمي الى اصول من كل انحاء العالم.. من هم الاقلية؟

لن نجد اقليات لان في الولايات المتحدة هناك دولة.. لا يوجد في فرنسا اقليات لان فرنسا دولة.. لا يوجد في الدول اقليات..

يوجد قانون يسري على الجميع، حقوق متساوية للجميع وواجبات تفرض على الجميع..

الحل لحماية الاقليات اليوم ان كانت فعلا مهددة هو في التفاهم مع باقي المكونات.. هو في الاتفاق على بناء الدولة التي تذوب فيها كل هذه التسميات، الدولة التي تحفظ الحقوق الثقافية وتعطي الحريات الدينية للجميع بالتساوي بدون وجود استثناءات..

السيد المسيح دعا للمحبة والتسامح والغفران.. ولكن اختيار الطريقة للوصول الى هذه الدعوة هو مسؤوليتنا ويجب ان نعتمد على العقل والعلم والاستفادة من التجارب.. يجب ان نفهم بانه لا سلام بدون دولة والفرصة امامنا ربما كبيرة..

بعد ان تحولنا اليوم جميعنا الى اكثرية.. اكثرية مضطهدة مسروقة ومنهوبة ومهددة بالانقراض.. اذا اردت ان اتمنى السلام لنا اليوم.. ساتمنى ان ننجح سوية في بناء الدولة..

كل عام وانتم بخير

نضال معلوف

سيريانيوز

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close