بدأت، يوم الخميس, عملية الاقتراع في الاستفتاء على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، أو خروجها منه.
وفتحت صناديق الاقتراع في إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية، أبوابها أمام الناخبين، في السابعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش)، وتغلق أبوابها في العاشرة من مساء اليوم.
ومن المتوقع أن تظهر نتائج الاستفتاء فجر غد الجمعة. ويشارك في الاستفتاء إلى جانب البريطانيين، المقيمين في المملكة المتحدة من مواطني جمهورية إيرلندا، ومواطني رابطة الشعوب البريطانيّة المعروفة بدول الكومنولث (عبارة عن اتحاد طوعي مكون من 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً، باستثناء موزمبيق ورواندا)، بالإضافة إلى مواطني جبل طارق.
ويبلغ سن التصويت في المملكة المتحدة 18 عاما، ويملك حق الانتخاب 46 مليونًا و499 ألفًا و537 شخصًا. وتشير آخر استطلاعات الرأي التي أجريت، إلى تساوي حظوظ المؤيدين والمعارضين لفكرة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب وسائل اعلام فإنه من المرجح أن تكون الكلمة الفصل في فك لغز هذه القضية، لقرار الشريحة المتردّدة التي لم تقرر بعد، لا سيما أنّ استطلاعات الرأي التي جرت في البلاد، تشير إلى وجود شريحة لا يُستهان بها لم تحسم موقفها تجاه المسألة الخروج من عدمه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كثف, يوم أمس الأربعاء, دعواته للتصويت لصالح البقاء مع الأوروبيين. وقال أمام حشد شعبي "إذا كنا نريد اقتصادا قويا والمزيد من فرص العمل فعلينا العمل معا ووضعنا سيكون أفضل إذا كنا معا... وإذا أردنا مكافحة التغيير المناخي، فمن الأفضل أن نفعل ذلك معا، وإذا أردنا هزيمة الإرهاب والحفاظ على سلامة وطننا، علينا أن نقوم بذلك معا".
وفي المقابل، عمد دعاة الانفصال إلى إبعاد المخاوف من أية آثار سلبية محتملة قد تنتج عن الانسحاب ومن أبرز هؤلاء عمدة لندن السابق بوريس جونسون الذي قال خلال كلمة الأربعاء في مدينة دارلينغتون إن الانفصال "سيعيد لبريطانيا إمكانية استعادة زمام الأمور".
وفي سياق متصل, حذر القادة الأوروبيون بريطانيا من أن خروجها من الاتحاد سيكون "لا رجعة فيه".
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن مستقبل الاتحاد سيكون "على المحك", محذرا من أن فرنسا ستعتبر رحيل بريطانيا "لا رجعة فيه"، ومن الخطر "الجدي جدا" على البريطانيين الذين لن يكون بإمكانهم دخول السوق الأوروبية الموحدة.
من جهتها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن أملها في أن تبقى بريطانيا في الاتحاد.
كما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "إذا خرجت بريطانيا فلا عودة عن خروجها".
وسيكون لنتيجة الاستفتاء تداعيات في عموم القارة الأوروبية، حيث تشير التوقعات أن تشهد القارة حراكاً سياسياً مكثفاً، في حال قرر الشعب البريطاني الخروج من الاتحاد، فهناك احتمال أن تطال موجة الاستفتاءات حول الخروج من الاتحاد الاوروبي باقي دول القارة.
وقال صندوق النقد الدولي, في وقت سابق من الشهر الجاري, إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعد واحداً من المخاطر الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العالمي ككل، فيما أشارت مديرة الصندوق كريستين لاغارد إلى النجاحات التي حققتها بريطانيا اقتصادياً نتيجة وجودها داخل منظومة الاتحاد الأوروبي.
وكانت بنوك دولية حذرت من أن قيمة الاسترليني قد تهبط بشكل حاد إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي فيما يتوقع متعاملون أن تشهد الاسواق أسوأ تقلبات منذ الازمة المالية في 2008-2009.
سيريانيوز