قناة اليوتيوب

حريق في دمشق يؤدي الى وفاة 11 شاب.. حريق ام جريمة متكاملة الاركان؟

02.03.2022 | 22:20

تابعنا منذ يوم امس قصة حريق مول الحمرا في وسط دمشق الذي ذهب ضحيته 11 شاب من العاملين فيه بالاضافة الى عمال ورشة كانت تعمل في المكان.

بحسب رواية نجل مستثمر المول عماد كريم فان الحريق نشب نتيجة شرار ناتج عن اعمال لحام في المول، تواصل معه احد العمال الموجودين عن الحريق وانقطع الاتصال بعد 11 دقيقة، وعندما حضر الى المول كانت النيران اشتعلت واصبج الحريق كبيراًَ لم يخمد الا بعد ساعات طويلة وحصيلة الضحايا 11 وفاة و3 اشخاص نجوا ونقلوا الى المشافي.

 

في لقاء ايضا اجرته اذاعة (شام اف ام) اشار مدير الدفاع المدني في دمشق بان الاحتياطات اللازمة من اجل الحرائق لم تكن كافية ولا يوجد موظفين مدربين على استخدام ما كان موجود منها في حال وجد، ومن الواضح افتقار المول الى ادنى عناصر الحماية، لا يوجد درج حريق ولا عوامل حماية ولا حتى تأمين (بحسب ما صرح صاحب المول) على المول وعلى حياة العاملين فيه..

قضية الاهمال واضحة وليست بحاجة الى اثبات ولكن هناك ما هو اخطر..

هناك اسئلة عن تواجد هذا العدد من العمال في المول في الليل، الامر الذي برره صاحب العمل بان العمال لا يستطيعون دفع اجار الطريق يوميا هذا يقضي على معظم الراتب، وصادف وجود بعض اعمال الصيانة التي ادت الى نشوب الحريق..

ما هو واضح بان العمال كانوا مستيقظين وان الحريق نشب تحت انظارهم..

انا افهم بان يكون هناك سكان نائمين في بناء ما وينشب حريق في مكان ما من البناء ويمتد ويحاصر السكان حيث يصبح هروبهم امر صعب وبحاجة الى تدخل رجال الاطفاء او مساعدة من الخارج..

ولكن غير المفهوم بالنسبة لي كيف انتظر هؤلاء الشباب الـ 14 وهم يشاهدون الحريق ينشب ويكبر ويأكل كل البناء ولم يخرجوا، لم يهربوا لماذا لم ينقذوا انفسهم من هذا المصير..

يعني لنتخيل اي واحد منا وهو ليس صاحب المال ومنهم كما فهمنا عمال من خارج البناء يقومون باعمال اصلاح وصيانة ينظرون الى الشرر المتساقط لا يفعلون شيئ، ينشب الحريق لا يفعلون شيء، ينتشر الحريق لا يفعلون شيء.. يأكل الحريق المبنى ومن فيه ولا يخرجون خارج المول وينقذون انفسهم؟

التفسير المنطقي بانهم لم يخرجوا لانهم لا يستطيعون الخروج هناك ما منعهم.. كان باب المول مغلق عليهم؟!

هذه الرواية يؤكدها كلام اقارب الضحايا الذين تم تداول حديثهم عبر المجموعات المغلقة في الواتس اب للبلدات التي ينتمي اليها هؤلاء الشباب ومنهم 7 ينتمون الى بلدة واحدة هي محجة في ريف درعا.

الرواية الاكثر منطقية.. بانه بالفعل كان هناك شباب ينامون في المول، وعندما علم مدير الامن في المول بانهم يخرجون ليلا لجلب الطعام اغلق عليهم بالاضافة ليمنع العمال الاضافيين من الهرب من العمل لانهم ملزمين بعمل محدد ليلا..

والعمل ليلا هو لزوم بناء طابق مخالف فوق السطح، وهو ما يتطابق مع صور ظهرت للمول من اسطح بعض البنايات المجاورة وقد تم من خلال فتحات في الجدار الدخول للمول لاجلاء الضحايا.

والسيناريو المنطقي ان العمال الذين كانوا موجودين ويشاهدون تطور الحريق اول باول لم يكن لديهم اي وسيلة ليخرجوا من المول وينقذوا انفسهم، فماتوا حرقا او اختناقا.. بعد ان عاشوا لحظات رعب حقيقية..

بالطبع ما زالت القصة غير مكتملة.. وهي بحاجة لتحقيق جنائي وسؤال الذين نجوا عن حقيقة ما حصل..

ولكن على الصحافة والرأي العام ان توصل صوت اهالي المتوفين.. وتصبح القضية قضية رأي عام.. للضغط على الاجهزة الامنية والشرطية والقضاء لكي لا "يلفلفوا" الموضوع لانه من الواضح ان صاحب الاستثمار علاقاته واسعة وربما يستطيع ان يسوق للسيناريو غير المقنع الذي خرج ليتحدث به الى الاعلام اكثر من مرة..

 

ما هو ثابت اليوم

عدم وجود اجهزة الحماية والاطفاء الكافية واللازمة لمعالجة الحرائق التي يمكن ان تنشب في مثل هذا البناء.

وجود اعمال بناء في الطابق الاخير في الليل وغالبا هي اعمال انشاءات مخالفة تسترت عليها المحافظة.

عدم ضمان حقوق العاملين والتأمين على حياتهم وعلى المول بحد ذاته ما يجعل التعويضات امر اختياري لصاحب المول وبحسب "اخلاقه" كما صرح هو.

من المنطقي وبمقاطعة مجريات الاحداث وكون الحريق نشب تحت نظر العمال، فان هناك ما منع العمال من الخروج وغالبا كانوا محبوسين في داخل البناء الذي لا يحوي اي نوافذ..

الاهمال، وهضم الحقوق، المخالفة، واستغلال حاجة العمال وسجنهم داخل المول للعمل ليلا.. هي جريمة متكاملة الاركان.. يجب الا تمر بدون حساب.

 

 

 


TAG: