قال مدير المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، ان النظام لو تعامل بحزم أكبر منذ بداية الأحداث عام 2011 لكانت الحرب انتهت سريعاً، مشيرا الى تفضيله استعمال التكتيكات التي اتبعت في حماه خلال الثمانيات.
وذكرت وسائل اعلام ان صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية نشرت لقاء للواء الحسن مع الصحفي روبرت فيسك، حيث أكد خلاله حديثه ولاءه للرئيس بشار الأسد، لكنه أصر على القول بأنه" لو كان رد فعل النظام أكثر حزما في بداية الأحداث في سوريا عام 2011 لكان تم القضاء في وقت واحد على كل المعارضة المسلحة".
وتابع الحسن " لو تم استخدام التكتيكات التي استخدمت في حماة عام 1982 لكانت هذه الحرب قد انتهت. كنت في حماة عام 1982، وكنت أقاتل المتطرفين داخل الأنفاق تحت الأرض. كنت ضابط أمن برتبة ملازم خلال فترة حكم حافظ الأسد، وتلقى المتطرفون ضربة موجعة في الثمانينات ضربة موجعة كادت أن تكون القاضية. وكنت أرى في ذلك الوقت أن هذا القرار كان ذكياً جداً. كان هناك بيئة مختلفة في تلك الفترة".
واستشهد مدير المخابرات الجوية في معرض تأكيد هذا الموقف بأحداث ساحة تيانانمن بالصين عام 1989، متسائلا:" أين ستكون الصين الآن، لو لم تنه الحكومة الصينية هذا الأمر؟".
ووصفت أحداث حماه في شباط الـ1982 بالـ"مجزرة"، حيث قام تنظيم "الاخوان المسلمين" بتمرد ضد حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي رد بدوره بتطويق المدينة وقصفها بالمدفعية، في اطار حملة عسكرية قادها شقيق الرئيس رفعت الأسد استمرت 27 يوماً وأسفرت عن الاف القتلى.
واتهم المسؤول الأمني السوري بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل بالإضافة إلى السعودية "بالسعي الى تقسيم بلاده رغم تعارض مصالحهم بشدة"، وقال "لو أنهم كانوا أصدقاء حقيقيين لكانوا عملوا على التخفيف من الخلافات الطائفية".
واضاف الحسن ان "المتشددين الإسلاميين والمتطرفين الصهاينة التقوا على هدفٍ واحد وقرروا العمل على تقسيم سوريا. وكدليل على ذلك، لماذا تنسق (جبهة النصرة) مع الإسرائيليين في الجولان، ولماذا توفر إسرائيل الرعاية الصحية والعلاج للميليشيات؟ حتى عندما استولى تنظيم (داعش) على بضعة كيلومترات بالقرب من الحدود الإسرائيلية، لم تقم إسرائيل بمهاجمتهم".
وحذر اللواء الحسن من أن الشعوب الأوروبية ستكون "الأكثر تضررا إذا انهارت سوريا"، مشبها الأمريكيين والأوروبيين بـ"الراعي الذي يدخل الذئب إلى منزله، ليأكل في النهاية جميع الخراف والدجاج".
ووصف جميل حسن حديث واشنطن عن وجود "معارضة معتدلة" بأنه أمر "مثير للسخرية وللاشمئزاز"، معبرا من جهة أخرى عن اندهاشه من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة لأجل منطقة صغيرة بشرقي حلب فقط.
واعتبر الحسن الدور الأمريكي في حلب بأنه "لعبة قذرة"، وتابع "اذا توقفت إمدادات الأسلحة فإن كل شيء سينتهي، متسائلا باستنكار، لماذا لا تهتم الحكومات الغربية بالقصف الذي تتعرض له مناطق غرب حلب حيث يقتل العديد المواطنين"، مضيفا "سأقاتل للدفاع عن سوريا حتى آخر لحظة في حياتي".
وتتعرض مناطق غرب حلب للاستهداف بالقذائف والصواريخ من قبل جماعات مسلحة معارضة متمركزة شرق المدينة، الأمر الذي يؤدي لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتطرق الحسن الى موقف الغرب منه، وقال "بالنسبة للإعلام الغربي، أنا مجرم حرب. لذلك أنا على استعداد لمواصلة عملي، حتى لو أوصلني ذلك إلى محكمة جرائم الحرب، لأن سوريا تستحق التضحية".
يشار الى ان إدانة الاتحاد الأوروبي للواء الحسن واتهامه بقمع الانتفاضة في سوريا عام 2011، اسفرت عن منعه من السفر وتجميد ارصدته البنكية، إضافة إلى فرض وزارة المالية الأمريكية عقوبات ضده.
سيريانيوز