قناة اليوتيوب
الزكاة ايضا على البطاقة الالكترونية!؟
اطلت السيدة الاولى الاسبوع الماضي في لقاء موسع مع مجموعة من المسؤولين والقائمين على جمعيات خيرية ورجال اعمال من غرف التجارة والصناعة بشأن تنظيم الاعمال الخيرية في سوريا..
اللقاء يمكن الحديث عنه من خلال محورين..
شاهد التقرير مصور .. اضغط هنا
الاول هو المحور الشكلي، هذا الاجتماع الموسع الذي تغطيه وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية في قاعة فسيحة تتصدره السيدة الاولى في مشهد مشابه تماما لاجتماع قام به الرئيس قبل ايام مع اعضاء الحكومة.
في سوريا من غير المألوف ان يسمح لشخص بالظهور بهذه الطريقة حتى ولو كان هذا الشخص السيدة الاولى، واعتقد بان اسماء الاسد تشكل سابقة في هذ الصدد.. لها دلالات مهمة..
هذه الدلالات تؤكد نفوذ هذه الشخصية وبروز تغيير ملفت على النظام ليصبح برأسيين..
قد يقول البعض بانها تمثيلية.. والحقيقة بان مثل النظام السوري لا يحتمل مثل هذا المشهد حتى ولو كان نوعا من التضليل او الايحاء بانه هناك تقاسم او توزيع للسلطة في سوريا..
لم يسمح خلال العقود الخمسة الماضية بان يبرز شخص بهذا الشكل ويأخذ هذه المساحة من النفوذ ومن التغطية الاعلامية ومن جمع الكثير من الملفات في يده كما هو معلوم..
اذا يمكن ان نقول بان النظام السوري بدأ في عملية التغيير.. وعملية التغيير بالنسبة لهذا النظام الاصم الذي يختزل في شخص واحد طوال العقود الماضية يعني بداية النهاية له.. لانه نظام لا يصلح معه التعديل ولا يقبل التطوير..
انا اراها بداية تفكك.. ولا يعني ان النهاية قريبة.. ممكن ان تستغرق العملية سنوات.. ولكن العملية بدأت في رأيي.. وهذا اول ما يمكن قراءته في مشهد اللقاء..
الامر الثاني.. ( شاهد ) هو توسيع نفوذ السيدة الاولى من خلال العمل الخيري، وكنت قد اشرت في تسجيل سابق ( شاهد ) اعلق فيه على مقال للايكونوميست بان اسماء الاسد تتسللت الى دائرة النفوذ من خلال قطاع لم يكن يقع في سيطرة احد من الحيتان المرتبطين بالنظام..
تسللت من خلال العمل الخيري والثقافي والمجتمعي واصبحت اليوم تحتكر هذا القطاع الذي اصبح هو القطاع الاكبر في سوريا نتيجة المأساة التي نعيشها، اصبح كل الشعب السوري بحاجة لمساعدة، ومن يحتكر قطاع المساعدات اليوم هو السيدة الاولى..
هي تريد انشاء بوابة تعبر من خلالها التبرعات والمنح الى كل الجمعيات والمؤسسات التي تعمل في اطار الاعمال الخيرية والانسانية.. وتكون هي حارسة البوابة، بعد ان احتكرت المساعدات الخارجية تماما واصبحت كل اعمال المنظمات الدولية مرتبطة بها.. اليوم تريد ان تضع يدها على المنظمات المحلية وتتحكم في سيل الاموال المتدفقة اليها..
صحيح انها قالت بانه يمكن بعد انشاء المنصة ان يختار المتبرع ان يتبرع بشكل مباشر او من خلال المنصة، ولكن انشاء المنصة وما يتعلق بها من ترتيبات لتوزيع المساعدات ستكون مبررا للتدخل في شؤون هذه الجمعيات والتحكم بعملها بكل الاحوال..
وفي العموم ولو اني لا اثق بان هذه الاموال ستذهب بشكل عادل لمساعدة السوريين.. المشكلة بان تجارب السيدة الاولى في عمليات الاتمتة وادارة اعمال توزيع السلع المدعومة في سوريا لا تبشر بالخير.. فهي منذ ان وضعت يدها على الموضوع من خلال بطاقة تكامل.. والسوريون لم يعد لهم شاغل الا الهيام على وجوههم في الشوارع ليحصلوا على اساسيات العيش من الخبز الى البنزين..
نضال معلوف
يمكن متابعة قناتي على اليوتيوب .. اضغط هنا