خلصت .. ؟!

05.08.2017 | 18:14

كلمة ترددت كثيرا على السنة مسؤولي النظام ومحللي النظام ومؤيدي النظام منذ شهر تشرين الثاني عام 2011، ونحن ننتظر.

لا يسعنا امام الثقة التي يتكلمون بها من رأس النظام الى اصغر "شبيح" الا ان نصدق ، ونترقب النهاية لتعود الامور الى ما كانت عليه.

اليوم ورغم النتائج الكارثية التي تأتت من حالة "الصمود والتصدي" التي تبناها النظام فان الكثيرين من السوريين للامانة باتوا بعتقدون بان هذا النظام حماهم  هو المنقذ والبطل ..

ويستشهدون بما حصل في ليبيا وفي العراق وفي اليمن .. ويحمدون الله على مصاب اهون من مصاب ..

وفي الحقيقة بانه ليس هناك أي اثبات على ان الواقع في سوريا اليوم افضل من ما هو عليه في ليبيا واليمن والعراق ... والصومال ..

والاهم والاخطر من ذلك .. لا يوجد احد يدعي بانه متاكد باننا بعد كل ما عانيناه لن ننجر الى ذات السيناريو وندخل مرحلة اخرى من الحرب والصراع اشد والعن مما مر علينا خلال الست سنوات ..

والسؤال هنا اليس هذا  السيناريو ( مع الاسف ) الاقرب للواقع ..

لا يستطيع احد ايضا مهما كان مؤيدا ومواليا لنظام الاسد ان يدعي بان هذا النظام ابدي سرمدي وغالبا سينتهي مع انتهاء حقبة بشار الاسد التي لا تدل الوقائع على انها حقبة ممكن ان تطول ..

النظام في سوريا كان قويا وممسكا بكل مفاصل حياة السوريين هذا صحيح ولكنه لم يعد كذلك اليوم.

اذا نظرنا نظرة موضوعية للامور سنجد نظام الاسد في سوريا اليوم في اضعف مراحله منذ ان استلم حافظ الاسد السلطة في العام 1970، وايضا اذا لم نكابر فاننا سنعترف بانه لم يمر على سوريا واقعا مثل الذي تعيشه منذ الحرب العالمية الاولى ، وحتى ان ظروف البلد خلال "السفربلك" كانت بدون ادنى شك افضل مما هي عليه اليوم.

تحاول البروباغندا التي ينفخ فيها كل الاطراف بان يلخصوا المشكلة في سوريا بوجود "داعش" هذا البعبع الذي استفاد منه الجميع.

ولكن تعالوا نفترض باننا انتصرنا على داعش ، ولم يعد هذا "البعبع" موجودا في ارض سوريا بعد اليوم ، هل تنتهي الازمة فعليا بهذا الحدث.

هل سيسلم الاكراد وحلفائهم مدعومين من الولايات المتحدة الاراضي التي سيطروا عليها.

هل ستخرج الشرطة العسكرية الروسية من حمص وحلب وغيرها من المناطق.

ماذا عن حزب الله هل بالفعل سيسلم الارضي التي "حررها" في القصير والقلمون وغيرها الى النظام السوري هدية ما من ورائها جزية ..

وهل بوجود هذه القوى على الارض هل ستخرج تركيا من الشمال وتسلم جرابلس واخواتها الى نظام الاسد ..

 

قد يفكر البعض ويقول " حسنٌ" لتبقى الامور على ما هي عليه ما الضير في ذلك ؟

وهنا ايضا يقفز سؤالا الى الاذهان .. هل بالفعل هذا الواقع بهذا الشكل هو واقع "مستقر" "منتهي" يمكن ان نبني عليه للمستقبل ..

 

والاكثر من ذلك ماذا حدث في المجتمع السوري جراء الازمة ، المجتمع الذي يمكن اعتباره بانه كان ما قبل الازمة بدائيا لم يدخل حقيقة في مفهوم "الوطن" و"دولة القانون" لعوامل كثيرة ( على رأسها النظام الديكتاتوري ) للتغلب عليه روابط الجماعة والطائفة والعشرية والمنطقة والزعامة .. الخ.

اصبح اليوم في حال ثأر وعداء ، فقد سقطت هيبة الدولة كليا في نظر كل الاطراف وتحول كل شيء الى عصابات ومليشيات تستقوي باطراف خارجية ، واصبحت العلاقة بين مكونات المجتمع علاقة ثأرية عدائية ..

اذا ما الذي يمكن ان نرتكز عليه لنفكر بان الازمة في سوريا بعد عامها السادس اقتربت من الحل .. ؟

وهنا يجب ان ننتبه بان حلولا مثل " مناطق تخفيف التوتر" او "وقف اطلاق النار" هي حلول مؤقتة ، حلول هدنة يقول اصحابها بانها لازمة لايجاد الحل السياسي المناسب ..

وهذه الكلمة بالذات "الحل السياسي" ستعيدنا الى بداية الاحداث الى شباط 2011 ، لنتذكر ونقول بانه لا شيء تغير، وان هذا النظام اليوم هو ذات النظام وقتها ، نظام ليس في ابجدياته ولا في قدرته ان يعمل على شراكة سياسية ، هو نظام يعمل بمبدأ " انا اكون انا او لا يكون احد " .. فكيف سيكون الحل اذا ..

الفدرالية .. ؟

من الممكن ان يقبل النظام بهذا الحل ، ولكن ايضا سيكون مؤقتا وسيعتبره ( النظام ) انه حل ليكسب الوقت يفشل فيه الواقع الجديد ليثبت بانه غير ممكن ان يستمر ويطرح نفسه "المخلص" الذي يمكن ان يستحوذ على كل شيء ويعيد الامور الى ما كانت عليه ..

وتخيلوا معي ماذا يمكن ان يفعل النظام ليفسد ما تم الاتفاق عليه ، على فرض باننا وصلنا الى اتفاق بالاصل ..

 

خلصت .. كلمة سمعناها كثيرا منذ بداية الكارثة ولكن ربما اسئنا فهمها واختلط علينا معناها .. ربما يقصد هؤلاء الذي رفعوا هذا الشعار وما زالوا يصرون عليه .. بان سوريا هي التي "خلصت" وبقوا هم ابواقا ينفخون في هذه الكلمة .. علهم يجدون من يسمع صداها على هواهم ..

نضال معلوف 

 

 


TAG: