بندر بن سلطان يكشف عن تفاصيل دعم السعودية للرئيس بشار الاسد منذ الايام الاولى لتوليه السلطة

اورد رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير المملكة لدى الولايات المتحدة لسنوات طويلة بندر بن سلطان في حديث صحفي تفاصيل حول علاقة المملكة العربية السعودية بالرئيس السوري بشار الاسد منذ الايام الاولى لتوليه السلطة.

وروى الامير في حديث لصحيفة "الاندبندنت العربية" تفاصيل اللقاء الاول بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وبشار الاسد خلال زيارة الاخير لدمشق لتقديم العزاء في الرئيس السابق حافظ الاسد وكيف اخبر الملك وقتها الاسد بان سيرسل لمصطفى طلاس واللواء حكمت الشهابي - رئيس هيئة أركان الجيش السوري في عهد حافظ الأسد - ونائب الرئيس عبدالحليم خدام ليؤكد لهم بان السعودية تقف مع "بشار الأسد"، وبانها لا تقبل بأن "يلعب أحد بذيله " معه وهذا لكي يقف رجال حافظ الاسد كلهم إلى جانب بشار. على حد تعبير الامير بندر.

وكشف بندر بن سلطان كيف انه كان للسعودية الدور في تمديد اقامة وزيرة الخارجية الاميركية التي حضرت لتقديم التعزية والسفر مباشرة ، ليوم اخر للقاء بشار الاسد بعد التوسط لدى الرئيس الاميركي السابق بل كلينتون.

وتوفي الرئيس حافظ الاسد في 10 حزيران عام 2000 وذلك بعد نحو 30 عاما على تسلمه الحكم في سورية

وكشف سفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة كيف ساعدت السعودية في فتح الابواب امام الرئيس السوري بشار الاسد ، والتوسط لدى باريس ولندن لاستقباله في بداية حكمه.

وكان الرئيس بشار الاسد قام بعد تسلمه منصبه خلفا لوالده بجولة شملت كل فرنسا وبريطانيا حيث التقى انذاك كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير.

وشرح بندر بن سلطان كيف ان السعودية تعاونت مع سوريا لاحتواء ازمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري ، وتحجيم عملية المساءلة الدولية في ملاحقة ضباط سوريين والابتعاد عن رأس النظام ، وكيف انهى هذه الجهود بزيارة له شخصيا الى دمشق لأقناع الرئيس بشار الاسد بضرورة اتخاذ اجراء تسليم الضباط للتحقيق الدولي ، حيث طلب منه الاسد ان يقول في مؤتمر صحفي بان ""هذا قرار حكيم للشعب السوري ومصلحة سوريا والناس" وانه ذهب هو ووليد المعلم الى المؤتمر واعلنوا ما تم الاتفاق عنه وقتها.

واغتيل الحريري في 14 فبراير 2005، في انفجار ضخم أدى الى مقتل 22 اخرين في بيروت حيث حملت قوى سياسية لبنانية مؤيدة للحريري سورية المسؤولية عن هذا الاغتيال.

وكانت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري استجوبت 6 ضباط سوريين على راسهم العماد اصف شوكت والعميد رستم غزالي والعميد جامع جامع والعميد عبد الكريم عباس...

وتابع رئيس الاستخبارات السعودي الاسبق في كشف دور السعودية في تقريب المسافات بين النظام السوري ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وطلبت من الحريري ان يزور دمشق.

واستشهد بندر بن سلطان في حديثه للصحيفة بتذكير بوتين له في لقاء تم في العام 2012 في محادثات بين الطرفين حول سوريا بان السعودية هي من اعطت حجما اكبر من حجم بشار الاسد حيث قال له " أنتم السعوديين الآن تدفعون الثمن...ثمن تضخيم دور بشار، أنتم من كبّر رأس الأسد وذهبتم به إلى باريس ورتبتم له زيارة مع شيراك ثم إلى لندن، هل تعلم أنني دعوته أكثر من مرة لزيارة موسكو ولم يأتِ. لكن أنا باق هنا، وستأتي اللحظة التي يأتي فيها بيديه وقدميه حبواً إلينا، وفي تلك اللحظة سنرى"

يشار الى ان بوتين التقى بندر بن سلطان اكثر من مرة في موسكو حيث رفض عرضا سعوديا بتخلي روسيا عن دعم بشار الاسد.

سيريانيوز