فتح رامي مخلوف على السوريين "جراحهم" وهو يشتكي الظلم ويكشف انه يتعرض للتهديد للقيام بتسليم شركاته واعماله بدون قيد او شرط.. وإلا..!
"إلا" هذه التي يبدو ان مخلوف تعرف عليها من وقت قريب، يعيش معها السوريون لاكثر من نصف قرن من الزمان، حيث ان كل مافي حياتهم من تفاصيل تخضع لهذه الـ "إلا"..
لا يتعلق الوضع بالاعمال وفقط وانما يمتد الى عمق ابعد من هذا بكثير الى "بلعوم" المواطن الذي لايستطيع ان ينطق بكلمة "اخ" حتى ولو مات من القهر والجوع..
اصبح الجمهور السوري يكره ظهور رامي في تسجيل مصور، لانه بات يعلم ان كل ظهور سيكلفه تحمل ارتفاع اضافي للاسعار وانخفاض في سعر صرف الليرة السورية، وبالفعل بعد ساعات من ظهوره في المقطع المصور الثالث له خلال اقل من شهر تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 1700 ليرة في السوق..
رامي يشتكي لجهة مجهولة في تسجيل يعرض على حسابه على الفيسبوك ويشاهده ملايين السوريين وغيرهم تعرضه للظلم والتهديد ودفعه للتنازل عن كل شيء من قبل الجهات الامنية "وإلا"..
هل حقيقة ان رامي مخلوف اخطبوط الاقتصاد السوري لا يعرف بانه كان خلال كل العقود الماضية من الممنوع ان تنشأ عمارة في سوريا بدون ان يكون له حصة فيها، ألم يستعمل رامي القوى الامنية التي اعترف هو في التسجيل السابق بانه يمولها لكي توجه التهديدات لرجال اعمال خلال ثلاثة عقود من الزمن لإرغامهم عن التنازل عن اعمالهم او إبرام الشراكات معه او العقود المجحفة بحقهم لصالحه..
مرة اخرى مضمون التسجيل الثالث لا يستحق ان نناقش تفاصيله..
وما هو مهم فيه ما يدل عليه..
ومهما كان الدافع الذي يخرج فيه رامي مخلوف "خزنة" النظام فان هذا له معنى واحد ان الامور تغيرت في سوريا وهناك قوى تحل مكان قوى اخرى في التركيبة الجديدة التي تتشكل..
هو قال في التسجيل الجديد بان الضغوط عليه كانت باتجاه ان يسلم مفاتيح الخزنة لمن اسماهم "اثرياء الحرب" الذين يعلم كل السوريين بانهم ادوات للاستخدام المتكرر ومنهم للاستخدام مرة واحدة، ولا يصلح ايا من الاسماء التي تندرج تحت هذا التوصيف (اثرياء الحرب) لكي تحل مكانه في تركيبة النظام..
هم يريدون منه التسليم لاداة وسيطة.. ولكن ما يهم ان نعرف من يتحكم اليوم بهذه الاداة.. وهذا يتوقف عليه كل شيء، ومن خلاله يمكن ان نستشرف مستقبل سوريا القريب..
في كل هذه "الدراما" التي نشاهدها اليوم.. تبقى الحبكة تتركز في معرفة الفاعل.. من هذا الذي يقوم بالاطاحة بـ "آل مخلوف" ويريد ان يحتل مكانهم في النظام الجديد..
الاجابة على هذا السؤال هو ما يهم.. من هذا القادم الجديد الذي يسيطر على بيت مال "الحاكم" وسيكون له حصة الاسد من قرار الحكم؟..
وتبقى الاحتمالات محصورة في خيارات ليست بالكثيرة تتركز على روسيا، واللاعب البارز اليوم في القصر الرئاسي اسماء الاسد..
وفي كل الاحوال كائنا من يكن هذا القادم الجديد فان الحقيقة التي ثبتت اليوم بان النظام الذي كان يحكم سوريا عبر العقود الماضية انتهى..
ويجبر افراد النظام القديم اليوم على انجاز التغيير المطلوب.. وإلا..
نضال معلوف