لم تكد تمضى أيام قليلة على انتهاء ملف مياه نبع الفيجة, حتى ظهرت أزمة كهرباء جديدة, حيث تعاني المدينة من انقطاع غير مسبوق للتيار الكهربائي, دون صدور أي تبريرات من قبل الوزارة, ما أثار غضب وسخط المواطنيين , في ظل البرد القارس, حيث أن اعتمادهم الكلي أصبح على وسائل التدفئة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية.
واشتكى أهالي لسيريانيوز من هذا الوضع , والذي وصفوه بأنه "مأساوي جداَ", حيث ينقطع التيار لمدة 5 ساعات متواصلة لتأتي ساعة ,ليكون الانقطاع بمجمل اليوم 20 ساعة مقابل أربع ساعات.
وأشار مصدر من الأهالي الى ان" معاناة المواطنين ازدادت مع ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء التي وصلت إلى خمس ساعات مقابل مجيئها لساعة واحدة, ما جعل من الصعب تأمين وسيلة توفر الطاقة طول فترة غياب الكهرباء, فالغالبية العظمى تلجأ إلى البطاريات التي تمكنهم من تشغيل الأنوار والانترنت وشحن بعض الأجهزة الضرورية".
وأضاف أن "هذه البطاريات أعلنت استسلامها عن تلبية متطلبات المواطن أمام هذه الفترة الطويلة دون كهرباء, حيث أنها تكون بحاجة لمدة أقلها ساعتان ليتم شحنها بنسبة معقولة تصمد بها في ظل غياب الكهرباء, أما اليوم ومع مجيئ الكهرباء لمدة ساعة واحدة فكنتيجة طبيعية أن لا نجد من هذه البطاريات سوى صوت صفيرها الذي ينذر بنفاذ الشحن".
وأبدى الأهالي استيائهم من الأزمة , خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة لاسيما وان اعتمادهم الكلي اصبح عوسائل التدفئة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية.
من جهتهم, شن العديد من المواطنين هجوما على وزير الكهرباء, وذلك من خلال تعليقات لهم على صفحة وزارة الكهرباء على "فيسبوك", مبديين تذمرهم من الوضع الذي وصفوه بانه "مذري", داعيين الى "انقاذهم" من هذه الازمة, خاصة في ظل وجود ازمات عديدة تلاحقهم كازمة المازوت والبنزين وغلاء الاسعار.
وأشار المواطنون الى ان عدة مناطق تشهد حالة تقنين سيئة حيث ينقطع التيار أكثر من 7 ساعات متواصلة لتأتي دقائق ثم يعاود التيار الانقطاع , بالاضافة الى ان مناطق اخرى لم تبصر النور منذ 5 ايام,
واشتكى عدة مواطنين من قسم الطوارئ, وذلك بعد محاولات عديدة للتواصل معهم من اجل الاستفسار عن وضع الكهرباء, لكن الردود كانت سلبية, لاسيما ان عدة مناطق لم تبصر النور منذ 5 ايام , على حد تعبيرهم.
كما جاءت اغلب تعليقات المواطنين ساخرة, حيث اقترح احدهم تسمية وزارة الكهرباء بوزارة " الاستيراد والتقنين", ومنهم من ترحم على أيام وزير الكهرباء السابق عماد خميس, كما سخر احدهم من تصريحات الوزير خربوطلي السابقة عندما قال ان الكهرباء "ليست للتدفئة للأنارة فقط".
وزارة الكهرباء لم تعلق على هذا الوضع, لكن رئيس مجلس الوزراء عماد خميس وعد في تصريحات سابقة له بان التيار سيتحسن اعتبارا من منتصف شباط.
وبذلك لم يبق للمواطن السوري سوى العودة مئات السنين الى الوراء واللجوء إلى وسائل وجدت قبل اختراع الكهرباء, وبهذا يصبح ضوء الشمعة في ظل الظروف الراهنة هو الضمان الوحيد للمواطن السوري وهو الكفيل بأن يخرجه من ساعاته المظلمة.
سيريانيوز