يجري الحديث في الوقت الراهن عن شجيرة لا تصلح للاستخدام الغذائي تسمى "الجاتروفا" والتي أصبحت أملاً واعداً في أفق مشاريع اكتشاف مصادر الطاقات البديلة للنفط من خلال استخلاص زيت بذورها بإجراء معالجة كيميائية وفيزيائية معينة تفضي بتحويله إلى نوع من الوقود الحيوي يمكن استخدامه مباشرة أو عن طريق خلطه مع أنواع الوقود الأخرى لتشغيل محركات السيارات وغيرها من الاستخدامات.
ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وعدم توفرها بشكل مستمر في سوريا قامت مديرية الاقتصاد في وزارة الزراعة بتشكيل مجموعة عمل مهمتها إعداد دراسة اقتصادية لإدخال وزراعة "الجاتروفا" في سوريا وذلك منذ العام 2013, ولا سيما أنه ورد ذكر سوريا في لائحة الدول المؤهلة من حيث الموقع والمناخ لزراعة الجاتروفا من خلال مركز الترويج للجاتروفا, ووقود الديزل الحيوي في الهند.
ويأتي ذلك في ظل ما تشهده البلاد من أزمة في توفير المشتقات النفطية، كالمازوت والبنزين والغاز المنزلي، مما أدى الى وجود ازدحام أمام محطات الوقود، كما أن هذا النقص أسهم في رفع أسعار هذه المواد في السوق السوداء عدة أضعاف، في حين تبرر الجهات الرسمية هذا الأمر بان الأحداث التي تشهدها البلاد تسببت في انقطاع الطرق ما أدى إلى عدم تأمين المواد.
وتشير الدراسة، بحسب صحيفة "تشرين" المحلية, إلى أن مشروع زراعة الجاتروفا يعد مجدياً اقتصادياً لكون تكاليف إنتاجه قليلة إلى حد ما مقارنة مع المحاصيل الأخرى التي تمكن زراعتها في مختلف أنواع الأتربة حيث لا تحتاج كميات كبيرة من المياه والأسمدة ومواد المكافحة ولا تتطلب سوى بعض العمليات الزراعية، كما أن بذارها وزيتها مطلوبان في الأسواق العالمية حيث يعد سعر زيت الجاتروفا أغلى من سعر الزيت البترولي بحدود 30% ما يحقق ربحاً مالياً على مستوى المزارع الفرد وعلى مستوى الاقتصاد الوطني، حيث تباع بذور الجاتروفا عالمياً بسعر يتراوح مابين (300 – 700) دولار أمريكي/ طن بهدف استخلاص الزيت منها ولزيت الجاتروفا سوق عالمي كالنفط وتراوحت أسعار مبيعه في السنوات الأخيرة مابين .(300- 800) دولار/ طن
وأوضح مدير الاقتصاد الزراعي والاستثمار في وزارة الزراعة مجد أيوب أنه تمت الموافقة والتصديق على الدراسة, التي مضى عليها ثلاث أعوام, من قبل وزير الزراعة وأحيلت إلى الهيئة العامة للبحوث العلمية والزراعية للعمل عليها ومتابعة دراسة إمكانية تنفيذها في سوريا.
وعن مصير الدراسة بينت مصادر في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أن الدراسة المذكورة قيد التجربة حالياً وتمت زراعة بعض الشجيرات في الأراضي التابعة للهيئة لكنها لا تزال في مرحلة البدايات، وأضافت المصادر أن أبرز صعوبات تطبيق الدراسة يتمثل في كونها تحتاج مساحات واسعة من الأراضي للحصول على الجدوى الاقتصادية المبتغاة منها وهو ما يصعب تحقيقه في الظروف الراهنة.
ويشار الى أن "الجاتروفا" هي نوع من النباتات من الفصيلة الفربيونية الشجيرية وهي قدادرة على انتاج نوع نادر من الزيوت النباتية الذي يتم خلطه مع الوقود, وهو ذو قوة كبيرة ويساعد في عدم تلوث البيئة. موطنها الأصلي هو أمريكا الجنوبية ومنها انتشرت الشجيرات الى العديد من المناطق الجافة وشبه الجافة والاستوائية في العالم.
يذكر ان الحديث عن هذه الدراسة في الوقت الراهن جاء عقب ايام من اصدار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك 3 قرارات تقضي برفع سعر ليتر البنزين 65 ليرة ليصبح225 ليرة, وليتر المازوت 45 ليرة ليصبح 180 ليرة, واسطوانة الغاز المنزلي 700 ليرة لتصبح 2500 ليرة.
فهل من الممكن أن يأتي يوم ونلجأ به لاستعمال الجاتروفا عوضا عن البنزين كوقود لسيارتنا؟
سيريانيوز