أيضاً "المعارضة" تعمل وفق شعار " الأسد أو نحرق البلد"!؟
معظم من هو في الطرف الأخر المقابل للنظام أصبحت قضيته إسقاط بشار الأسد ، القضاء على حكمه ، أصبحت القضية قضية ثأر ليس إلا ..
انأ أتفهم بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبت أصبح للناس ثأر مع النظام ، وأنا واحد من الناس ، أُبعدت عن بلدي وارضي عشرة سنوات وربما ودعت هذه الأرض الى الأبد بعد كل ما حدث فيها ربما .. لن يكن هناك فرصة لكي أزورها مرة أخرى ..
هذا إذا لم أتكلم عن القضاء على كل ما بنيته في سنوات عمري الأربعين ..الخ..
أنا وغيري لا شك لدينا قضية مع بشار الأسد .. لدينا حق بملاحقته ومحاسبته ..
ولكن هل يمكن أن نختزل القضية في سوريا اليوم بهذا الموضوع ؟
شاهد التقرير كاملا ..اضغط هنا
ماذا كان يريد السوريون في البداية ، يريدون التغيير يريدون أن ينتقلوا من القمع والاستبداد الى الحرية، من الديكتاتورية الى الديمقراطية .. من حكم الفرد الى حكم الشعب .. هذا الهدف ..
ولما كان واضحاً بان نظام الأسد هو العقبة الرئيسية للوصول الى هذا الهدف .. فقال الناس بإسقاط النظام ؟؟ خطوة في طريق تحقيق ما يحلمون به ..
لنتفق إذاً على ماذا نريد من كل ما جرى .. هذا الثمن الذي ندفعه .. مقابل ماذا .. مقابل التغيير .. وليس الثأر ..
اليوم أصبح واضحاً بان بقاء النظام هو حاجة لكل القوى المتدخلة ، لتجد العذر للتدخل وتنفيذ مشاريعها ، كما هي إيران ضرورة لإسرائيل وأميركا لتبقي المنطقة في حالة فوضى وعدم استقرار .. كذلك القوى المتدخلة بحاجة لبشار الأسد لكي تنفذ مشاريعها التي يتضح من نتائج ما حصل في السنوات الماضية أن هذه المشاريع تلتقي بهدف واضح بارز .. تقسيم سوريا .. تفتيتها .. وتهجير أهلها وانجاز تغيير ديموغرافي كبير لم يحدث مثلها في العصر الحديث .. أصبح هذا واضحاً ..
لم يتحرك السوريون لكي يقتطعوا أراض تصبح خارجة عن سيطرة الدولة .. وتصبح إمارات ودويلات وميليشيات .. ليس لها تخريجة في الواقع ولا وجود في المستقبل ..
اعتبار أن خروج بقعة من ارض سوريا عن سيطرة النظام بأنه انتصار أمر يجب إعادة النظر فيه بعد كل ما حصل ..
حمل السلاح من قبل الجماعات وتحصنها في بعض المناطق بحجة مقاتلة النظام وحماية الأهالي من عودة هذا النظام الى تلك المناطق .. أيضا موضوع يجب أن يعاد النظر فيه ..
يجب أن نعيد ترتيب الأولويات .. ليس على المستوى الشعبي .. فالذي قتل أباه او ابنه ،الذي دمر بيته ، الذي هجر من أرضه ويعيش اليوم في الخيام ، الذي فقد حياته ويعيش اليوم غريبا في مكان أخر لا ينتمي إليه .. هؤلاء لا يمكننا أن نطلب منهم ألا يسعون للثأر من النظام ورأس النظام .. ويكون هذا الهاجس الأول لديهم ..
ولكن هؤلاء المشتغلين في السياسة معارضين وثوار ومسلحين ، هؤلاء الذين يتصرفون على انهم ممثلين لمجتمعات ومدن ومناطق .. هؤلاء يجب أن يسبقوا مصلحة الناس على هدف الثأر من النظام اليوم ..
ومصلحة الناس أن يبقوا في منازلهم وفي أراضيهم ، مصلحة الناس ألا نعطي لأحد ذريعة لتدمير المنازل ولقتل الناس وتهجريهم ..
قلناها مرة .. يجب أن نتعلم من الدرس ويجب أن نفهم بان معظم أفعالنا هي أكثر ما يريد النظام المتواطئ مع كل القوى لينفذوا المخطط .. ويجب علينا ألا نوفر لهم العذر وألا نكون جزءاً من هذا المخطط وان نرفض ان نلعب الدور الذي يريدوننا أن نلعبه ..
أي فعل يؤدي بأن نساهم في تهجير الناس وتدمير منازلهم ومناطقهم ومدنهم .. يجب أن نحرص بأن لا نكون جزءاً منه مهما كان الثمن ..
مرة أخرى من يتصدر المشهد ويسوق نفسه على أنه قيادي ورجل دولة وسلطة بديلة الى أخر هذا الكلام .. يجب أن يستخدم الحكمة والسياسة وليس الهوبرة ورد الفعل ..
حيث بات من المعلوم ان الهوبرة وردود الافعال هي التي أوصلتنا الى ما نحن فيه ، وهي التي مكنت النظام ومن راءه في الاستمرار كل هذه السنين للبقاء في الحكم وتنفيذ المخططات .. هي التي ساعدت في بقاء الأسد على الكرسي مشرفا تنفيذيا عاما على عملية التقسيم والتهجير ..
من يريد ان يتصدر المشهد المقابل و"يعمل فيها" زعيم ومعارض وقائد . . يجب أن تكون أولويته الحفاظ على البلد والحفاظ على الناس .. وهو يسعى لمحاسبة المجرمين والقتلة مهما كان منصبهم .. أما أن تكون الأولوية الثأر من هؤلاء مهما كان الثمن .. سيكون شريكا في تطبيق الشعار المعروف .. الأسد أو نحرق البلد .. رأس الأسد أو نحرق البلد ..
نضال معلوف