تقرير انتشر على نطاق واسع .. الشعب السوري يتوسل للحصول على "الاساسيات" !
تقرير مصور يسلط الضوء على معاناة اهل حلب ، معاناة تشبه معاناة الاهالي في باقي مناطق سوريا، معاناة طالت كل شيء حتى انه يبدو بعد اليوم حياة الكفاية للسوريين لم تعد ممكنة ..
وهنا انا لا استعرض خبرا، فقد انتشر هذا التسجيل على نطاق واسع في غرف الدردشة وعبر الرسائل واعيد عرضه عشرات المرات في حسابات التواصل الاجتماعي .. (شاهد التقرير .. اضغط هنا)
ولكن اريد ان اسجله كحدث هام وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة، اليوم 8 شباط عام 2021 اسجل هذا التقرير للتاريخ الشعب السوري يخرج الى الشوارع متوسلا .. نعم متوسل .. بعد ان سدت في وجهه كل السبل .. يتوسل ان يتم تأمين الحد الادنى من مقومات العيش حفاظا على ما تبقى له من كرامة ..
دعونا نشاهد التقرير اولا ونتحدث بعدها .. (اضغط هنا)
نعم هكذا هي الحال .. وقد اشرت في تقرير سابق حول مسار الامور وكيف ان الاسرة السورية اليوم تحصل بالكاد 30% من الدخل اللازم لتبقى فوق خط الفقر، اي ان معظم الاسر السورية اليوم باتت في فقر عميق مظلم لا يوجد اي ضوء في اخره ..
والذي اريد ان اقوله بان هذا مدبر ومدروس ..
ومثل هذه التقارير في الحالة السورية ليس الهدف منها تسليط الضوء على المشاكل بغاية حلها، على الاطلاق .. لسبب بسيط بانه لا يوجد حل ( على المدى القريب على الاقل ) لا الحكومة تمتلك من الموارد والقدرة لكي تخفف هذه المعاناة ولا النظام السياسي يمتلك الارادة ليصل الى حل يعيد وضع القطار على السكة ، ولا المزاج الدولي بحسب السنين العشرة الماضية مهمتم بان ينهي معاناة السوريين ويساعدهم في ان يعودوا الى مشهد الحياة مرة اخرى ..
اذا ما الهدف من مثل هذه التقارير التي تصور في الاعلام الرسمي او الحزبي التابع للنظان السياسي الحاكم ؟
ببساطة الهدف ليس انهاء المعاناة بل الترويج لها .. !
نعم لا تستغربوا .. الهدف هو الترويج للمعاناة وجعلها الشغل الشاغل للجميع ووضعها في الاولويات ( وهي من ضمن الاولويات فعلا اليوم ) هي اعلان تذكير بالواقع السيء الذي يعيشه السوريين وتأطير هذا الواقع السيء بازمات الخبز والغاز والبنزين والمازوت والطعام .. الخ
الهاء مدروس لتمر المشاريع الكبرى التي تقوم بالقص والتفصيل في ارض سوريا ..
من يهتم منا اليوم اذا تم اقتطاع الجزء الشرقي من سوريا في دولة مستقلة .. من يهتم اليوم اذا تم ضم مناطق شمالية لادارة تركية .. من يهتم اذا سيطرت مليشيا ايرانيا على مناطق جنوبية .. من يهتم اليوم من يدير حلب ولمن النفوذ فيها ، من يهتم بالقواعد الروسية وحصولها على امتيازات ستحكمنا لمدة 100 عام قادمة ؟
هذه المشاريع الكبرى التي تمر بسوريا اليوم بحاجة الى تحضير وتهيئة والهاء .. وما نشهده اليوم من ضروب المعاناة حول قضايا تتعلق بلقمة العيش هو في هذا السياق ، ابتداءا من خلق هذه الازمات وانتهاءا من تصويرها والترويج لها ..
ماذا يعني كلامي .. ان نتجاهل معاناة الناس ونلتفت الى القضايا الكبرى .. ان نرى هذه المعاناة صغيرة امام كل الكبائر التي تحصل ..؟
لا ابدا .. على الاطلاق .. لا نملك الا ان ننخرط في التعامل مع الواقع .. في ان نعطي الاولوية للناس .. للقمة العيش .. للبحث في كيفية تخفيف هذه المعاناة .. وتقديم ما يساعد على الحد منها ..
لن اقول وايجاد الحل لها .. لان الحل هو كما ذكرت باعادة وضع القطار على السكة ليمضي الى الامام .. وهذا لن يحصل اليوم لان لامصلحة لاحد من الاطراف الفاعلة في ان يحصل والمشاريع ما زالت قيد الانشاء ..
سننتظر مثل غيرنا من الدول .. مثل الصومال والعراق واليمن وليبيا والسودان .. سننتظر كثيرا قبل ان يكون امامنا فرصة لنخرج من هذا المستنقع القذر الذي نعيش فيه اليوم ..
نضال معلوف