إيران ترد على تصريحات تركيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا
أعلنت إيران, يوم الأربعاء, أن تدخل أي دولة في سوريا دون الحصول على إذن من حكومتها يعتبر "احتلالا", وعليها الخروج من البلد, وذلك رداً على التصريحات التركية بشأن الهدنة, والتي وصفتها "بالغير بناءة", وستزيد من تعقيد الامور بسوريا.
ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن بروجردي قوله, في حديثه للصحفيين, على هامش لقائه رئيسة البرلمان هدية عباس, في دمشق, أن أي دولة تدخل أراضي أي دولة أخرى خارج إطار القانون الدولي فإن ذلك يعتبر "احتلالاً وتجاوزاً", لذلك فإن الأطراف الذين يجب عليهم ترك سوريا هم الذين دخلوها من "دون إذن و دون تنسيق مع الحكومة السورية"
وأكد المسؤول الإيراني أن " وجودنا نحن في سوريا على مستوى المستشارين وأيضاً حزب الله على مستوى المستشارين جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية وبطلب منها".
وجاء ذلك رداَ على مطالبة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الطلب من إيران الضغط على المقاتلين المرتبطين بها وعلى النظام السوري لوقف انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا.
كما سبق لجاويش أوغل وان بمغادرة كافة المجموعات المسلحة "غير السورية"، بما في ذلك "حزب الله", الداعم للنظم السوري, الأراضي السورية.
وحول المفاوضات السورية, قال بروجردي: "نحن أيضاً فيما يتعلق بالمفاوضات السورية السورية وكما كنا ندعمها في الماضي نحن الآن ندعم هذه المفاوضات ونؤكد أن مصير سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري وكل قرار يتم اتخاذه خارج الحدود السورية ولا يوافق عليه الشعب السوري فلن يكلل بالنجاح".
ومن المقرر ان تعقد مفاوضات استانة المزمعة في منتصف كانون الثاني, بحيث سيمثل وفد المعارضة كل القوى الموجودة على الارض باستثناء تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش", بحسب ما أعلنته موسكو, حيث أبدت كازاخستان استعدادها استضافة المفاوضات السورية في العاصمة آستانة, لكنها اشترطت التزام جميع الأطراف باتفاق الهدنة مقابل إجراء المفاوضات.
وجرت مشاورات تركية روسية حول امكانية اجراء مفاوضات سلام سورية في العاصمة الكازاخستانية، أستانا، حيث وافقت هيئة التفاوض المعارضة على ذلك بشرط ان يكون هدف المفاوضات تشكيل حكومة انتقالية, فيما طالب النظام الجماعات المسلحة بالنأي عن " النصرة" و "داعش", من اجل ضمان نجاح المفاوضات.
واعرب بروجردي عن الامل في أن تشارك ايران " بأسرع وقت ممكن بالانتصار النهائي على الأزمة والحرب في سوريا".
وزار بروجردي دمشق, في وقت سابق اليوم, والتقى الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم, وتم بحث الملف السوري.
وجاء اللقاء بعد زيارة قام بها وزير الخارجية وليد المعلم السبت الماضي الى طهران, لمدة يوم, التقى خلالها عدد من المسؤولين الايرانيين, والرئيس حسن روحاني, وتم بحث عدة ملفات لاسيما الملف السوري.
من جهته, اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان التصريحات غير البنائة للمسؤولين الاتراك "ستزيد من تعقيد الظروف القائمة والمشاكل ازاء الحل السياسي للازمة السورية".
وأضاف قاسمي ان "ايران باعتبارها الشريك في مسار الاجتماع الثلاثي في موسكو تؤكد على تنفيذ اتفاق الهدنة بشكل جاد، وتتوقع من المسؤولين الاتراك باعتبارهم الطرف الآخر لهذا الاتفاق عدم اتخاذهم مواقف تكون خلافا للحقائق القائمة وتعهدات هذا البلد".
وتسارعت وتيرة التسوية السياسية بعد التطورات التي أفضت إلى استعادة الجيش النظامي حلب, حيث عقدت إيران وروسيا وتركيا محادثات في موسكو, في وقت سابق من الشهر الماضي, وأصدرت بيانا مشتركا من عدة بنود تخص الأزمة السورية, تلا ذلك اتفاق الهدنة بدعم روسي تركي, وسط الحديث عن امكانية اجراء مفاوضات بجنيف في شباط المقبل.
واتهم قاسمي "مجموعات مسلحة بانتهاك عملية وقف اطلاق النار القائمة في سوريا, حيث ان انتهاك العملية, وفقا للوثائق الموجودة , كانت اكثر من 45 انتهاكا خلال يوم واحد، بحيث اذا اقتضت الضرورة يمكن نشر المزيد من هذه التفاصيل".
وبدأ بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة سريان وقف إطلاق نار شامل في الأراضي السورية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية, الا ان الهدنة شهدت خروقات في عدة مناطق, وسط تبادل للتهم بين النظامي والمعارضة.
سيريانيوز