البير كامو.. الفيلسوف الفرنسي الشهير الذي دعم الثورة الجزائرية

في 4 كانون الثاني عام 1960 توفي المؤلف والفيلسوف الفرنسي البير كامو احد أشهر الفلاسفة في القرن العشرين دعم الثورة الجزائرية ويعتبر ثاني اصغر من حصل على جائزة نوبل.

في 4 كانون الثاني عام 1960 توفي المؤلف والفيلسوف الفرنسي البير كامو احد أشهر الفلاسفة في القرن العشرين دعم الثورة الجزائرية ويعتبر ثاني اصغر من حصل على جائزة نوبل.

ولد ألبير كامو في 7 تشرين الثاني في موندافي في الجزائر أيام الاحتلال الفرنسي، وكان من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر وكانت اسرته فقيرة، حيث توفي والده أثناء الحرب العالمية الأولى فعاش كامو مع والدته كاثرين كامو التي كانت مصابة بالصمم الجزئي وكانت تعمل في تنظيف البيوت وكانت أمية، في منطقة لمحدودي الدخل في الجزائر، وله أخ أكبر اسمه لوسيين.

درس كامو في مدرسة البلدية المحلية وكان طالباً نجيباً في المدرسة فلفت انتباه مدرسه لوي جيرماين الذي نصحه بالتقدم لمنحة دراسية لاستكمال دراسته الثانوية، فالتحق عام 1923 بمدرسة لي سي بوجو التي ضمّت تلاميذ من خلفيات مختلفة، وبعدها قُبِل في جامعة الجزائر حيث درس الفلسفة وكان يلعب في فريق كرة القدم في الجامعة في موقع حارس المرمى، إلا أنه ترك الفريق بعد ذلك بعد الهزيمة التي لحقت بالفريق عام 1930 فأخذ بعدها يركز على تحصيله الأكاديمي، وبحلول عام 1936 كان كامو قد حصل على الدراسات العليا في قسم الفلسفة.

دخل كامو عالم السياسة أثناء سنوات دراسته بالجامعة، فانضم للحزب الشيوعي ثم لحزب الشعب الجزائري، وكان من أبرز المدافعين عن الحقوق الفردية فوقف ضد الاستعمار الفرنسي وكان يدافع عن حق الجزائريين في دخول السياسة وفي العمل، ليرتبط اسمه لاحقاً بحركة اللاسلطوية الفرنسية.

في بداية الحرب العالمية الثانية انضم كامو للمقاومة الفرنسية بهدف المساعدة على تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، فالتقى بجان بول سارتر أثناء فترة خدمته العسكرية، وشأنه شأن سارتر كتب كامو ونشر تعليقاته السياسية حول ذلك الصراع طوال أعوام اشتعاله، وفي عام 1945 كان واحداً من بين قلة قليلة من صحفيي دول الحلفاء ممن يدينون استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية في هيروشيما، كما كان ناقداً حاداً للنظرية الشيوعية، الأمر الذي قاده أخيراً إلى الشقاق مع سارتر.

معظم إسهامات كامو الفلسفية كانت تصب في المدرسة العبثية، ففي حين أنه غالباً ما يتم ربطه بالوجودية، إلا أنه رفض وصفه بالوجودي مبدياً دهشته من وضعه في الفريق ذاته الذي يوجد فيه سارتر، إلا أنه في جميع الأحوال تتواجد عناصر كلا العبثية والوجودية في أكثر كتابات كامو انتشاراً، فكتاب اسطورة سيزسف عام 1942 يوضح نظريته عن العبث بشكل مباشر، كما أن أبطال كل من الغريب  1942 و الشاطئ 1947 يتوجب عليهم أن يواجهوا عبثية التقاليد الاجتماعية والثقافية ليلقوا عواقب وخيمة.

في الفترة بين 1955 و 1956 كتب لصحيفة الإكسبريس, وفي السنة اللاحقة حاز على جائزة نوبل في الأداب ، ليس من اجل كتابه ( السقطة)، ولكن من اجل سلسلة مقالات كتبها وانتقد فيها عقوبة الاعدام.

توفى كامو في حادث سيارة في 4 كانون الثاني 1960 من سخرية الاقدار انه كان قد علق في اوائل حياته الادبية ، ان اكثر موتا عبثيا يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة.

سيريانيوز

04.01.2022 01:48