إسرائيل قلب العروبة النابض..
اعتقد بانه من خلال قمة النقب والصورة التاريخية الحميمة التي انتشرت بدون تعليق في بلدي.. نكون قد اسدلنا الستار على كذبة القرن..
ويقول الخبر بانه في صحراء النقب التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي وزراء الخارجية: الإماراتي عبدالله بن زايد، والمصري سامح شكري، والمغربي ناصر بوريطة، والبحريني عبداللطيف الزياني، في قمة حضرها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.
وهذه أول مرة تستضيف فيها إسرائيل هذا العدد من كبار المسؤولين العرب.
وأولت إسرائيل أهمية بالغة لهذه القمة، التي وصفتها بـ"التاريخية". واحتفى الإسرائيليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقمة عبر حسابات رسمية لمؤسسات وأشخاص.
صادف هذا اللقاء صدور تعديلات على قانون العقوبات السوري يتضمن عقوبة السجن لكل من قام "بالمساس" بالهوية القومية، ومع ان المشرع وعلى الاغلب هو الرئيس الأسد لم يذكر أية قومية ولكن من المؤكد بانه يقصد القومية العربية.
هذه النظرية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين مدعومة من الغرب لتفتيت المنطقة، واطلاق الحروب الاهلية التي بدأت بالقوميات ولم تنته بالطائفية..
اتعجب كيف كنا ننادي طوال عمرنا بالوطن العربي وهو مصطلح ملتبس عاطفي لا يعني شيئا، لم يكن في ادبيات حزب البعث المتزعم لهذه النظرية كلمة دولة.
فمُنعنا من اجل الوصول إلى "الوطن" العربي من إقامة دول حقيقية في حدودنا المعروفة واطلق عليها اقطار.. وساقنا بحجة تحقيق الحلم، في النهاية في العلوم السياسية وبمنطق الدولة لا يعني شيئا.. لا يصل بنا الى بناء الدولة العربية..
والغريب بأن نواة هذا الحلم هو الحزب هو من بدأ بالشقاق، وشق الصف الوطني في سوريا أولا واقصى كل القوى الوطنية بحجة انها ليست قومية.. وتابع مهمته التدميرية من خلال الدخول في عداء مع نصفه الاخر في بغداد.. وكان حزب النظرية القومية هو ذاته الحزب الذي جعل من زيارة العراق تهمة لجرم سياسي تودي بصاحبها وراء الشمس..
وبعد ان دمر، من يحكم باسم البعث، سوريا.. واجهز عليها.. فشل فشلا ذريعا في التسويق لمشروعه.. فهذا الشعار البراق "الوطن العربي" الذي يقوم أساسا على رفض "الكيان الصهيوني" بحاجة لترويج وإقناع وإقامة التحالفات من المحيط للخليج وتقديم التضحيات لتحقيقه..
ولكن في واقع الامر.. مسحت دول المنطقة "بالحلم العربي" مؤخرتها عالقا فيه حزب البعث.. واكتشفنا باننا الشعب في سوريا العربية "يادوب" نمثل زائدة دودية.. تم انتزاعها عندما التهبت.. وان القلب النابض الذي كنا نتغنى به هناك في إسرائيل!!..