إجراء أول انتخابات بلدية واختيارية في لبنان منذ ست سنوات
جرى في العاصمة اللبنانية بيروت ومنطقة البقاع, يوم الأحد, أول اقتراع في البلاد منذ ست سنوات بالتصويت في انتخابات بلدية واختيارية ينتظر أن تمتد لمناطق لبنانية أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في بيروت بعد إقفال صناديق الاقتراع مساء اليوم "اللبنانيون أثبتوا اليوم انهم يستحقون الحرية والديمقراطية وأنهم جاهزون للاستحقاقات المقبلة."
وأضاف وزير الداخلية "السياسة في لبنان استعادت اليوم بعضا من حيوتيها ومن الضوء بدلا من الحديث كل الوقت عن المشاكل وأخذت جرعة إيجابية تجعلنا نواجه في المراحل الثلاثة إن شاء الله بشكل أفضل وأحسن."
وتابع ان "الانتخابات الأولى التي يجب أن تجرى في لبنان لاكتمال النصاب السياسي للنظام اللبناني هي رئاسة الجمهورية بعدها تتم الانتخابات النيابية وأي كلام آخر هو كلام لفتح مشكلة وليس لتحقيق نتيجة."
ويصر بعض السياسيين على إجراء انتخابات نيابية بناء على قانون انتخابي جديد قبل انتخاب رئيس جديد للبلاد وهو المقعد الشاغر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في أيار عام 2014.
وتابع المشنوق "النسب المتدنية نسبيا هي فقط في بيروت وليس أكثر من بيروت ,هي أقل بقليل من عشرين بالمئة... في زحلة (شرق البلاد)النسبة حوالي 40 وفي القرى هناك نسبة 60. في بعلبك هناك نسبة عالية جدا وفي قرى محافظة البقاع استطيع أن أؤكد أن ثمانية من عشرة نسبة التصويت عالية."
وتنافست في بيروت لائحتان كاملتان على 24 مقعدا في المجلس البلدي موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين, وطرحت حركة لبنانية جديدة تسمى "بيروت مدينتي" نفسها كمنافس جدي في الفوز في الانتخابات البلدية مستفيدة من حالة الاستياء من الحكم الفاشل في محاولة غير مسبوقة لإضعاف قبضة الأحزاب الطائفية.
وعملت لائحة "بيروت مدينتي" على جذب الناخبين الغاضبين من تدهور عاصمة كانت تعرف بباريس الشرق ولكن الآن تهيمن عليها رائحة النفايات إلى جانب مشاكل أخرى.
ويرتبط الوضع السياسي اللبناني بشكل وثيق بالوضع في المنطقة وخصوصا بالصراع الإقليمي الأوسع بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران ومشاركة جماعة "حزب الله" اللبنانية الموالية لطهران في القتال إلى جانب الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
وأثار الصراع الإقليمي مخاوف من زعزعة استقرار لبنان السياسي والاقتصادي عبر تفاقم التوترات لكن لبنان رغم الاضطرابات الإقليمية تجنب حتى الآن الدخول في حرب شاملة مثل ما يحدث في سوريا لكن شللا كاملا يسيطر على سلطات الدولة ومؤسساتها وبدأ يمتد مؤخرا إلى اقتصادها وسط خلافات عميقة بين أحزابها السياسية المدعومة من الدول الإقليمية المتنازعة.
سيريانيوز