مستقبل القواعد العسكرية الروسية على الرمال المتحركة السورية؟
موطئ القدم الذي حصل عليه الروس في سوريا، القواعد العسكرية البحرية والجوية والتي طالما اعتبرت مكسبا كبيرا ونصرا غير مسبوق لروسيا بعد الاتحاد السوفييتي فهل هذا حقيقة؟
ظهر في الايام الاولى لبدء الغزو الروسي لاوكرانيا بان الحرب اليوم ليس بالضرورة ان تأخذ شكل الحرب العسكرية، وان شكل الحرب التي اعلنت على روسيا من الغرب وكثير من دول العالم ليس له طابع عسكري مباشر وبالتالي فان هذا التواجد العسكري لن يساعد روسيا في رد مثل هذا الهجوم.
ما فات بوتين ايضا، من وجهة نظري، هو بعض بعد النظر في طبيعة الارض التي تم اقامة هذه القواعد عليها.
فاذا قامت الحرب ضد روسيا، ماذا سيكون في محيط قواعدها..
3 مليون نسمة على حدود قواعدها من الاعداء.. من ناس يؤمنون بان الروس العدو الاول لهم وهم سبب تهجيرهم من منازلهم، هم سبب الموت والمأساة التي عاشوها.. من بينهم عشرات الاف المسلحين..
ما يلجم هؤلاء عن استهداف القواعد الروسية هو تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو والتي تحد هذه القواعد شمالا..
اما في العمق فيوجد قوات سوريا الديمقراطية الذراع المحلي للقوات الاميركية ومن خلفها القواعد الاميركية الدولة الرئيسية في حلف الناتو ايضا..
وفي العموم انشأت روسيا قواعدها على دولة آيلة للسقوط والسيناريو الاكثر ترشيحا فيها هو دخولها في الفوضى لفترة غير منظورة.
صحيح ان الولايات المتحدة لها قواعد في تركيا وقطر وغيرها من دول المنطقة ولكن الولايات المتحدة لا تنشأ قواعد دائمة في بلدان مضطربة، يمكن ان يكون لها تواجد في بلدان تشهد اضطرابات ولكن هذا التواجد لا يحتاج الا ايام للاخلاء.. هو تواجد تكتيكي.. مؤقت لزوم مهمة محددة مدروسة..
حتى في سوريا القاعدة الاميركية الرئيسية في التنف، عمقها هو الاراضي الاردنية الحليف القديم للولايات المتحدة، ظهر القاعدة مؤمن، وجبهتها مفتوحة ويحميها ميليشيات محلية مدربة ومرتبطة بالقاعدة تبعد عنها الخطر لمئات الكيلومترات.. وتحظى باسناد حليفتها الاساسية في المنطقة اسرائيل التي تسيطر كليا على اجواء المنطقة..
يبدو التواجد العسكري الروسي في سوريا اليوم بهذه الطريقة تواجد هش اكثر من اي يوم مضى، تواجد عديم الفائدة، وقد ينقلب من ورقة رابحة الى نقطة ضعف اضافية تستنزف روسيا وتفتح نافذة اخرى سهلة لاستدافها.