ماذا وراء تحسن سعر صرف الليرة السورية؟
تعرض مسار سعر صرف الليرة السورية امام الدولار الى التذبذب في اليومين الماضيين، فبعد ان وصل الى مستوى فوق 4500 ليرة للدولار الواحد عاد وهبط الى قرابة 3000 ليرة قبل ان يعاود الصعود بداية الاسبوع.
ودائما يقع الناس في حيرة، هل من المعقول ان يكون هذا مقدمة لتستعيد الليرة قوتها؟
لمشاهدة التقرير مصور.. اضغط هنا
طبعا نحن نأمل ان يحدث ذلك ولكن الحقيقة ليست كذلك..
وبت اليوم مقتنع بان قصة الراعي الكذاب، هذا الانسان البسيط الذي اراد ان يتسلى وكذب على اهل قريته، فصاح مستنجدا على ان الذئب قد هاجمه وضحك على اهل القرية اول مرة وثاني مرة.. وفي المرة الثالثة لم يصدقه احد وكان الذئب فعلا قد هاجمه والتهمه هو والقطيع..
بت مقتنع لو ان هذا الراعي البسيط كان حاكما مستبدا او ملكا عظيما.. سيكذب الف مرة ويصدقه الناس في كل مرة؟!
كم مرة حدث هذا السيناريو..؟ سيناريو انخفاض سعر الصرف بعد الارتفاع قبل ان يعود للارتفاع من جديد.. 10 مرات 100 مرة 1000 مرة خلال العشر سنوات.. وما زال هناك من يصدق؟
حسن لنضع القواعد حتى لا نتكلم في كل مرة في هذه القضية ويصبح كل شخص قادر على الاجابة على السؤال.. هل يتحسن سعر الصرف ام في الامر خدعة..
لكي نتأكد من ان هناك تحسن يجب ان نقوم بامرين..
الاول نحفظ هذا المخطط البياني منذ العام 2011 الى اليوم لكي تبقى صورة المسار العام في ذهننا.. مسار متناقص طردا حتى العام 2020 ومن ثم تغير التناقص الى انهيار كامل منذ بداية اعلام 2020 حتى اليوم..
هل ممكن ان يغير المسار اتجاهها نحو التحسن مرة اخرى..
حسنٌ
يجب ان نجيب على هذه الاسئلة اذا كانت الاجابات في معظمها نعم فهذا ممكن، التحسن ممكن، واذا كانت كل الاجابات لا.. فالتحسن مستحيل..
هل توقف الصراع؟
هل وصلنا الى حل سياسي؟
هل استعدنا السيطرة على الثروات؟
هل استعدنا السيطرة على الحدود؟
هل انتهت العقوبات الاقتصادية؟
هل عادت عجلة الاقتصاد الى الدوران؟
هل هناك اي سبب يمكن ان يدفع سعر الصرف للتحسن؟
اذا كانت الاجابات على هذه الاسئلة كلها لا؟ فلا شك ان اي تحسن في سعر الصرف هو خدعة مثل الخدع البصرية..
واخيرا.. سعر العملة بالتعريف الاقتصادي هو يساوي القيمة الذي تشتريه العملة من السلع والخدمات.. ونحن نعتقد بان الامر احتكار وجشع تجار.. وهو قد يكون كذلك في بعض الاحيان ولكن عموما لا تنخفض الاسعار لان الانحفاض غير حقيقي ووهمي ولا يعبر عن الواقع..
صدقوني لو انخفض السعر حقيقة.. ستنخفض الاسعار حكما.. ليس في الابقاء عليها مرتفعة مصلحة لاحد..
نضال معلوف