الاسد بعد اجتماع الرياض: لن نقبل التعامل مع اي مجموعات مسلحة ككيانات سياسية
أعلن الرئيس بشار الأسد يوم الجمعة رفضه التعامل مع المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا ككيان سياسي، في أول تصريح له عقب اختتام اجتماع المعارضة في الرياض امس وتوافقها على تشكيل وفد موحد لمفاوضة النظام يضم ممثلين عن قوى سياسية خارجية وداخلية إضافة لفصائل مقاتلة.
وقال الأسد في لقاء له مع وكالة الأنباء الاسبانية "بعض البلدان، بما فيها السعودية، و الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية تريد من المجموعات الإرهابية أن تنضمّ إلى طاولة المفاوضات.. تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين، وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يُمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان.
وأوضح الأسد " مستعدون للشروع بمفاوضات مع المعارضة، لكن ذلك يعتمد على تعريف المعارضة, فالمعارضة لا تعني العمل المسلّح".
وكانت الأطراف المشاركة في مؤتمر الرياض للمعارضة, اتفقت يوم الخميس, على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات مهمتها التفاوض مع وفد النظام مطلع العام القادم, إذ ضمت الهيئة ممثلين عن فصائل مقاتلة في سوريا من أبرزها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام".
وأضاف الأسد إلى إنه من الممكن إشراك أردوغان في تسوية سياسية للأزمة السورية في حال تخليه عن موقفه "الداعم للارهابيين" في سوريا, وذلك بعد أيام من تصريحا للأسد قال فيها إنه لا مانع لديه من الاجتماع مع السعودية في حال غيرت سياساتها حيال سوريا.
وكان الأسد قال بعد الهجمات التي شهدتها باريس وتسببت بسقوط مئات الضحايا إن دمشق "مستعدة لتبادل المعلومات الإستخبارية مع فرنسا إذا غيرت باريس سياستها في سوريا".
وأشار الأسد إلى إنه " "فيما يتعلق بالمجموعات المسلحة في سوريا ، فقد أجرينا حوارات أصلاً مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات,وكان الهدف من ذلك التوصل إلى وضعٍ تتخلى فيه هذه المجموعات عن سلاحها، وإما أن تنضم إلى الحكومة أو تعود إلى حياتها الطبيعية بعد منحها العفو من قبل الحكومة. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سورية. عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها، والتخلي عن سلاحها، فإننا مستعدون. أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية، فهو أمرٌ نرفضهُ تماماً."
ويأتي ذلك بعد اتفاق بين النظام وممثلين عن المعارضة حول حي الوعر أخر معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص, إذ نص على خروج نحو 200 الى 300 مقاتل معارض من الحي على دفعات، وخروج بعض عائلات المقاتلين وتسليم القسم الأول من السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بتسليم سلاحهم.
وردا على سؤال جول إمكانية قبوله باحتمال مغادرة سورية في المستقبل إلى بلد صديق إذا كان ذلك هو شرط التوصل إلى تسوية سياسية نهائية قال الأسد: لم أفكر أبداً بمغادرة سورية تحت أي ظرف كان وفي أي وضع كان, مشيرا إلى إن أغلب الشعب السوري يؤيده.
وسبق للأسد أن أشار إلى إن إن غالبية الشعب السوري يؤيد بقاءه في منصبه, وإن الشعب هو من يحدد مصيره السياسي.
وحول الجهود الأوربية في محاربة "الإرهاب" قال الأسد " أوربا تستطيع أن تحارب الإرهاب ولديها القدرة، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالقدرة، بل بالإرادة".
وتصاعدت المواقف الأوربية الداعية لتكثيف الجهود ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش), إذ كثفت فرنسا من ضرباتها في سوريا, وأعلنت بريطانيا توسيع نطاق ضرباتها ضد "داعش" لتشمل سوريا بعدما كانت مقتصرة على العراق, فيما وافق البرلمان الألماني على مشاركة ألمانيا في الحملة العسكرية ضد تنظيم (داعش) في سوريا.
وسبق للأسد أن شكك بجدوى ضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه دول أوربية عدة, إذ يرى الأسد بإن هذه الضربات غير "فاعلة" ولا أساس قانوني لها لأنها لا تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية, بينما يعتبر الأسد بأن ضربات روسيا في سوريا شرعية لأنها تتم بالتنسيق مع الجانب السوري.
وأكد الأسد إن روسيا لا تفكر بإقامة قاعدة عسكرية ثانية في سوريا, وإن إيران لا تخطط لإنشاء مثل هذه القاعدة.
ويأتي ذلك بعد نفي وزارة الدفاع الروسية نفت وزارة الدفاع الروسية نيتها بناء قاعدة جوية جديدة في سوريا عقب تداول نشطاء معارضين لمعلومات تشير إلى بدء روسيا بتجهيز مطار الشعيرات الجوي القريب من حمص لاستخدامه كقاعدة جوية ثانية في سوريا.
وفيما يتعلق بهجرة السوريين إلى الدول الأوربية أعتبر الأسد إن اللاجئين السوريين سيعودون إلى سوريا عندما تتحسن الأوضاع فيها, مشيرا إلى إن الحكومات الأوربية هي التي سببت الأوضاع الأمنية السيئة في سوريا نتيجة دعمها "للإرهابيين", ما تسبب بهجرة عدد كبير من السوريين.
يشار إلى إن الأسد قال أواخر الشهر الماضي إن اللاجئين السوريين في أوربا خليط و"غالبيتهم من الشرفاء الوطنيين"" الا أنه "هناك ارهابيون تسللوا بينهم".