في مثل هذا اليوم.. فرض احد اغرب الضرائب في العالم
في 31 كانون الأول من عام 1695 فرضت بريطانيا ضريبة غريبة سميت بـ "ضريبة النوافذ"، مما دعا العديد من أصحاب المنازل إلى سد نوافذهم بالطوب لتفادي الضريبة.
وكانت وجهة نظر رجال القانون في ذلك الوقت أن تلك الفكرة صائبة لتبرير فرض الضريبة على الطبقات العليا في المجتمع نظرا لرغد العيش الذي يعيش فيه أغنياء القوم ، وسيهرب الفقراء في بريطانيا من دفع تلك الضريبة بمبالغها العالية نظرا لأنهم يملكون نوافذ أقل.
ووقفت الحكومة البريطانية في صف الفقراء بأن منعت الضريبة لمن لديه 10 نوافذ فأقل لكن لم ينجح الأمر كثيرا ، إذ أن هناك العديد من محدودي الدخل في بعض البلاد من كان يعيش في بيوت كبيرة وبها عدد نوافذ أكبر فاضطروا لدفع الضريبة.
وفشل هذا التشريع بتحديد ماهية النافذة بدقة مما سمح لهواة جمع الضرائب بفرض ضريبة على أي شيء يشبه ولو بشكل تقريبي النافذة، من بين ذلك نوافذ المخازن الصغيرة المثقبة وغيرها، مما أدى لاستياء الكثير من فئات المجتمع، وزاد غضب الكثير من السكان لاختلاط الأمر وزادت كمية الضرائب التي يتوجب على السكان دفعها.
ويمكن رؤية ما خلفته هذه الضريبة حتى الان من خلال التجول في مختلف أنحاء المدن الإنجليزية حيث ستجد بيوتاً وأبنية قديمة فيها العديد من النوافذ المغلقة بالطوب (كانت مفتوحة ولكنها أُغلقت بعدما تم فرض هذه الضريبة في محاولة لتخفيف حجمها).
وكان الروائي الإنكليزي المعروف تشارلز ديكنز هو من بدأ بالتعبير عن استيائه من هذه الضريبة ، ففي عام 1850 كتب عنها في مجلة Household قائلا " أصبحت مقولة ’مجاناً كالهواء‘ مقولةً غير قابلة للتطبيق في بلدنا بموجب تصرفات البرلمان ، فلا الهواء ولا الضوء أصبحا مجانيين بعد فرض ضريبة النوافذ ، فقد أصبحنا ملزمين بدفع ثمن أمور تقدمها الطبيعة لنا بسخاء ومجاناً للجميع ، وهذا عبء كبير على الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل كل هذه النفقات وخصوصاً نفقات أكثر أساسيات الحياة ضرورةً : الهواء والضوء".
يشار الى ان فرض هذه الضريبة تسبب فى مشاكل صحية للعديد من السكان، ولذلك تم إلغاؤها عام 1851.
سيريانيوز