أميركا تقلل من إمكانية حدوث مواجهة "وشيكة" بين "النظامي" و"سوريا الديمقراطية" في الرقة
قال ناطق باسم الجيش الأميركي، يوم الأربعاء، إن الجيش النظامي الذي أطلق عملية هجومية باتجاه الرقة, معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش), لا يزال بعيداً من "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن الكولونيل كريس غارفر, عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد, قوله "لا نرى خطراً وشيكاً من أي مواجهة" بين قوات النظام وقوات سوريا الديموقراطية التي تضم عرباً وأكراداً وتدعمها الولايات المتحدة والتحالف الدولي.
يشار الى أن الجيش النظامي بدأ, يوم الخميس الماضي, حملة عسكرية, بالتعاون مع قوات موالية له وبمساندة من الطيران الروسي, بإتجاه مدينة الرقة, حيث حقق تقدما على محور اثريا – الطبقة, بعد معارك مع تنظيم "الدولة الاسلامية", في وقت تواصل قوات "سوريا الديمقراطية" ، معركتها للسيطرة على الرقة وطرد "داعش" بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حيث تمكنت من انتزاع قرى عدة من التنظيم.
ووفق مصدر عسكري سوري، فإن قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي أصبحت على بعد 30 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الطبقة، وهي تعمل على تثبيت مواقعها قبل مواصلة التقدم.
وبالتزامن، تقدمت "قوات سوريا الديموقراطية" باتجاه الطبقة من جهة الشمال، وتوجد حالياً على بعد ستين كيلومتراً شمال شرقي المدينة، وفق مصادر محلية.
ويشكك محللون استراتيجيون أميركيون بقدرة القوات النظامية على إحراز تقدم سريع في هذه المنطقة، إذ إن غالبية مواردهم منتشرة على جبهات أخرى عدة إلى غرب البلاد.
وفي سياق متصل قال غارفر إن الهجوم على منبج أصبح حالياً "مسألة أيام".
ويذكر أنه في حال سيطرت "قوات سوريا الديموقراطية" على منبج، يصبح في إمكانها قطع طريق الإمداد الرئيسي لـ "داعش" بين الرقة والحدود التركية في شكل كامل.
وتؤكد هذه القوات، وقوامها نحو ثلاثة آلاف رجل، أنها أغلقت المداخل الشرقية والشمالية والجنوبية للمدينة، وتسعى حالياً إلى إغلاق المنفذ الغربي.
وأوضح غارفر أن عديد تنظيم "داعش" في منبج هو "ألفي شخص على الأقل"، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحاول حصر هذا التقدير.
وبدأت "قوات سوريا الديمقراطية", يوم أمس الأربعاء, عملية اقتحام مدينة منبج بريف حلب, بدعم من طائرات التحالف, قبل ان تسيطر على قرية المكنونة بالقرب منها, بعد معارك مع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش), وسط نزوح العديد من العائلات من المدينة.
ويزداد الوضع الميداني والعسكري في مناطق بمحافظة حلب وريفها تعقيدا بعدما باتت مقسمة بين الجيش النظامي والفصائل الإسلامية والمقاتلة إلى جانب الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية", وسط مخاوف من انهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توصلت له موسكو وواشنطن في 27 شباط الماضي, والذي استثنى تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" حيث ستستمر العمليات العسكرية ضدهما.
وحذرت الأمم المتحدة, في وقت سابق, من أن تؤدي معركة منبج بريف حلب لنزوح 200 ألف سوري, كما حذرت انقرة من احتمال وقوع "مذبحة" في حلب, قد يدفع مئات الآلاف من الأشخاص إلى الهجرة إلى تركيا.
سيريانيوز