الأسد: هدنة حلب "مهمة" كبداية لكنها "غيركافية"...والمسألة تتعلق بالاستمرار
وصف الرئيس بشار الأسد, يوم الأربعاء, هدنة حلب الأخيرة, التي طرحتها روسيا, والمقرر دخولها حيز التنفيذ الخميس, بانها "مهمة كبداية ", ولكنها "ليست "كافية, مشيرا الى ان المسألة تتعلق بالاستمرارية.
وعلق الاسد, في حديث لقناة srf1 السويسرية على هدنة حلب, ان "المسألة تتعلق بالاستمرار.. كيف تساعد أولئك المدنيين على المغادرة.. أغلبيتهم تريد مغادرة المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون لكنهم لا يسمحون لهم بذلك.. فهم إما يقتلونهم أو يقتلون أسرهم إذا غادروا تلك المنطقة".
وأوضح الأسد أن "التهدئة الإنسانية في حلب هي وقف قصير للعمليات من أجل السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مناطق مختلفة في حلب وفي الوقت نفسه السماح للمدنيين الذين يرغبون بمغادرة المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون بالانتقال إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة".
وجاء ذلك مع الاعلان عن خروج اعداد من المسلحين دون اسلحتهم فضلا عن مجموعة من المرضى والجرحى والمسنين من شرقي حلب الى ريف المحافة الشمالي ، عبرممرات خاصة, وذلك بعد سحب الجيش النظامي قواته.
وكانت هيئة الاركان الروسية أعلنت, يوم الاثنين, عن "هدنة انسانية" في حلب مدتها 8 ساعات ستبدأ اعتباراً من الخميس , من أجل السماح للمسلحين والمدنيين بالخروج من المدينة, في حين وصفت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الهدنة بانها "خطوة ايجابية", لكنها المدة "غير كافية", في حين رفض مقاتلون من المعارضة السورية الانسحاب من المدينة , متعهدين بمواصلة القتال.
تلا ذلك اعلان الأركان الروسية, في وقت سابق من اليوم, عن تمديد الهدنة في حلب لمدة 3 ساعات اضافية , لتصبح 11 ساعة, وذلك استجابة لطلبات منظمات دولية.
واعتبر الأسد أن "الهستيريا السائدة في الغرب بشأن حلب، ليس لأنها محاصرة، لأن الإرهابيين في وضع سيء، والجيش السوري يُحقق تقدماً فيها".
وتتبنى الدول الغربية موقفا متشددا من موسكو, وسط اتهامات لها بمواصلة قصفها مناطق بسوريا لاسيما حلب, في ظل تهديدات بفرض عقوبات عليها .
وفيما يخص الأسلحة الكيماوية , قال الأسد إن الأمم المتحدة "لا تمتلك دليلاً واحداً على أن الجيش النظامي يستخدم هذه الأسلحة".
وكان تقرير مشترك للأمم المتحدة, والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائي كشف أن الحكومة السورية شنت هجومين بالاسلحة الكيماوية على الاقل خلال العامين الماضيين في ادلب, بينما استخدم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) غاز الخردل في حلب.
كما شن الأسد هجوما على منظمة "العفو الدولية", قائلا بانها " ليست مستقلة ولا حيادية", وذلك على خلفية تحدث المنظمة عن موت سبعة عشر ألف شخصا بسجن صيدنايا إضافة الى وجود تقارير مروعة حول ذلك.
وكانت منظمة "العفو الدولية" وثقت, في وقت سابق, وفاة حوالي 18 الف معتقل في "ظروف مرعبة" داخل السجون الحكومية السورية في الفترة بين 2011 وحتى 2015 نتيجة تعرضهم لشتى انواع التعذيب, معتمدة في تقريرها على شهادات وروايات من ناجين داخل المعتقلات.
وسبق لمنظمات حقوقية أن وثقت حالات وفاة معتقلين نتيجة تعرضهم للتعذيب ولسوء الاوضاع الانسانية داخل السجون , كما اشارت الى لجوء بعض المجموعات المسلحة المعارضة الى ممارسة التعذيب داخل السجون التابعة لها.
وتتهم دول وأطياف معارضة السلطات الأمنية في سوريا بممارسة "التعذيب" وعدم مراعاة حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، وسط تقارير تفيد بوجود عشرات الآلاف في المعتقلات والسجون السورية نتيجة الأحداث.
سيريانيوز