الانظار متوجهة الى السويداء.. واستقدام تعزيزات عسكرية للمحافظة
السوريون في حالة ترقب لما يجري في السويداء مع اقتراب يوم الجمعة، الموعد الذي دعت فيه قوى شعبية في المحافظة لمظاهرة كبرى احتجاجا على الاوضاع المعيشية، كانت قد بدأت مع بداية هذا الاسبوع وتحولت الى تحركات مناوئة للنظام.
في هذا السياق اشارت مصادر محلية الى دخول تعزيزات عسكرية من المجندين المحملين باسلحة خفيفة ومتوسطة الى المحافظة على شكل ارتال لحافلات مبيت وسيارات دوشكا قادمة من دمشق.
وجدد المتظاهرون في السويداء الدعوة مرة اخرى لباقي المحافطات السورية لمشاركتهم الاحتجاجات يوم الجمعة.
وكانت روسيا قد وجهت عبر وسائل اعلامها الناطقة بالعربية تحذيرا من هذه النشاطات معربة عن خشيتها بان تقوم السلطات السورية باستخدام غير متكافئ للقوى في مواجهة ما ستسميهم "بالمتظاهرين السلميين" في اشارة الى القمع الوحشي الذي تعرضت له مثل هذه المظاهرات في بداية الاحداث في العام 2011.
في المقابل حصلنا اليوم على اعتراف بالتحركات في السويداء وبانها وصلت الى حد اجبار مؤسسات حكومية على الاغلاق بحسب صحيفة الوطن الحكومية، فيما اعتبر المحافظ بان هذه التحركات ذات اهداف مطلبية معيشية، وحصر امكانية التعامل معها في الالية التي حددتها الحكومة باستلام الاعتراضات بالطرق المقررة عبر المواقع الالكترونية.
كما ذكرنا في وقت سابق، من الواضح بان عملية امداد لبنان بالغاز والكهرباء، عبر سوريا لن تكون بالعملية السهلة وهي مرتبطة باحقاق العديد من المصالح الاميركية والاسرائيلية في المنطقة.
سربت صحيفة الاخبار اللبنانية القريبة من "محور المقاومة" بان الإدارة الأميركية لا تزال ترفض منح مصر والأردن الموافقة النهائية على المضي في المشروعين عبر منحهما اعفاء من عقوبات "قانون قيصر" لأن العملية تحتاج الى استخدام الأراضي السورية لتمرير الغاز والكهرباء.
وربطت هذا الموضوع بموضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الاسرائيلية.
ومن المعروف بانه تم اكتشاف الغاز في شرق المتوسط على شواطئ كل من سوريا ولبنان واسرائيل، وفيما استثمرت اسرائيل في الغاز الذي يقابل شواطئها، لم تقم سوريا ولبنان باي خطوة في هذا الاتجاه.
ورغم ان السلطات اللبنانية نفت بان لبنان سيستورد الغاز الاسرائيلي الفائض عبر الاردن وسوريا وان الغاز قادم من مصر، الا انه من المثبت اليوم بان اسرائيل تورد الغاز الى مصر حيث يتم تجميعه هناك ويعاد تصديره الى الاردن، اي ان مصدر الغاز المصري اسرائيلي في النهاية.
ولكن هذه المساهمة الاسرائيلية في حل مشكلة نقص الطاقة في لبنان وحزئيا في سوريا لن تكون مجانية، فهي تضغط من خلال الولايات المتحدة الاميركية للحصول على حصص اضافية من غاز لبنان عبر عملية ترسيم الحدود، وعلى الاغلب بان اتمام الصفقة واستثناء المشاركين بتنفيذها من قانون قيصر مرتبط بهذا الملف تحديدا (ترسيم الحدود).
بكل الاحوال قبول لبنان وسوريا بالتعامل مع الطاقة المنتجة في اسرائيل يعتبر نصرا سياسيا لاسرائيل وكشفا لزيف محور المقاومة الذي بارك هذه الصفقة ولم يعترض عليها.
وكان لحسن نصرالله امين حزب الله اللبناني تبرير مثير للانتباه حول الموضوع برمته، يقول بان التفاوض من لبنان الرسمي مع اسرائيل حول هذه القضايا لا يعنيه لانه اصلا لا يعترف بدولة اسرائيل والاراضي والحدود التي يشار لها في هذه المفاوضات هي اراض فلسطينية!!..