الحقيقة.. السوريون مشغولون بقضايا اهم من "رامي مخلوف"؟..

توقعات وتحليلات كثيرة ظهرت في تاثير ظهور رامي مخلوف في تسجيلين متتاليين اظهرا خلافات عميقة بين العائلة المتنفذة (آل مخلوف) وعائلة الاسد، الشركاء الحلفاء في حكم سوريا منذ ثمانينيات القرن الماضي.. فما هو موقف المواطن السوري؟

توقعات وتحليلات كثيرة ظهرت في تاثير ظهور رامي مخلوف في تسجيلين متتاليين اظهرا خلافات عميقة بين العائلة المتنفذة (آل مخلوف) وعائلة الاسد، الشركاء الحلفاء في حكم سوريا منذ ثمانينيات القرن الماضي.. فما هو موقف المواطن السوري؟

كل التوقعات كانت في اطار كيف سيؤثر هذا الظهور على شعبية الاسد، كيف ستكون ردة فعل المؤيدين، هل سيشق هذا الظهور صف الشارع من منه ينحاز الى الاسد ومن منه ينحاز الى مخلوف..

ومع انه من المبكر الحكم على الاثار النهائية لهذا الحدث الفريد والسابقة في تاريخ عائلة الاسد، ولكن من يراقب السوشيال ميديا ويتحدث مع السوريين اليوم ويراقب اهتمامتهم سيجد ان اخر ما يهتم له المواطن السوري هو نتائج مثل هذه الخلافات في "الاسرة الحاكمة" ان صح التعبير..

فالسوريون اليوم يلاحقون لقمة عيشهم، كيف يحصلون على الرغيف؟ وكيف يضبطون عمل بطاقتهم "الذكية" ليحصلوا على المواد الاساسية لمعيشتهم باسعار معقولة؟..

فالاسعار في السوق فاقت كل التوقعات، واصبحت البندورة حلم لا يستطيع الوصول اليه ليجعل كم حبة جزءا من مائدته الرمضانية الا كل "طويل عمر".. فقد تجاوز سعر الكيلو الواحد في الايام الماضية 1000 ليرة سورية ما دفع بكثير من الاسر الى الاستغناء عن هذه الفاكهة، ودفعت ازمة البندورة الجهات الحكومية لعقد جلسات طارئة لايجاد حلول لتوفير هذه المادة للناس..

وبدأت الصحف تبحث وراء الموضوع ونشرت احدى الصحف الرسمية تقريرا عن الموضوع خلص الى ان سبب ارتفاع اسعار البندورة هو التهريب الى لبنان والعراق!..

والسوريون مشغولون بالحصول على جرة الغاز التي انتظرت عائلات الشتاء باكمله ولم يحصلوا على جرة واحدة، وايضا عقدت الاجتماعات الحكومية وضمن اليات معقدة طويلة يتم تدارس كيف يمكن تقليص المدد التي يمكن للمواطن ان يحصل عليها على جرة غاز في مدة لا تتجاوز الـ 35 يوم..

والسوريون مشغولون ايضا في وضع الخطط والتكتيكات للحصول على خدمة الانترنت باقل تكلفة ممكنة يتبادلون المشورة والخبرات في هذا الخصوص، ويبحثون عن التطبيقات الافضل التي تضمن لهم تواصل مع اصدقائهم واقاربهم خارج سوريا بعدما تقطع السبل بسبب الحرب وفيروس كورونا لاتمام اي لقاء..

السوريون مشغولون بالماء والكهرباء، والتكييف مع ساعات التقنين التي تزيد يوما بعد يوم ويجاهدون لتخمين مواعيد قطع الكهرباء ليتمكنوا من مشاهدة مسلسلات رمضان وشحن اجهزتهم الالكترونية وبطاريات منازلهم التي تزودهم بالانارة لساعة او ساعتين من ساعات قطع الكهرباء الطويلة..
السوريون مشغولون في ملاحقة اماكن اقامة الاسواق الشعبية، الحل "السحري" الذي نتج عن اجتماعات حكومية على مستوى رئاسة مجلس الوزراء وبمشاورة رئيس الجمهورية (كما تبين من الاطلالة الاخيرة للرئيس بشار الاسد) في كيفية انهاء احتكار التجار والتغلب على ارتفاع الدولار واخنصار حلقات وسيطة يمكن ان توفر الكوسا والخيار وباقي انواع الفواكة والخضار للمواطن باسعار في متناول يد الطبقة الوسطى..

اما الطبقة الفقيرة والتي باتت تشكل الغالبية فهي تعيش على المساعدات اليوم والاحسان والاستدانة والتحويلات من الخارج، فمهما نجحت الجهود الحكومية والقرارات الرسمية في التأثير على الاسعار فانه في احسن الاحوال راتب الموظف الذي لا يتحاوز 50 الف ليرة سورية (40 دولار) لن يكفي اكثر من ثمن الخبز والماء والكهرباء وفاتورة الخليوي والدخان..

الحقيقة بان ما يحصل في الدوائر الضيقة في رأس الهرم، والصراع على المليارات بين المافيات والعائلات بحيث تنتقل من طرف الى طرف، او حتى ينتقل الحكم من عائلة لعائلة والنفوذ من دولة الى دولة.. اي تفاصيل في الشأن العام لم تعد في اهتمام المواطن السوري.. المشغول بمشاكل في شأن شديد الخصوصية يتعلق بتأمين رغيف الخبز لاطعام اطفاله..

سيريانيوز

07.05.2020 19:20