أخطأ القرداحي كما الاسد.. والسياسة لها اهلها

تكلمنا اكثر من مرة حول المصائب التي تصيب البلدان التي يتم السيطرة على الحكم فيها بقوة السلاح، يتم اغتصاب السلطة بدون وجه حق وأحد اوجه المصيبة ان يكون الذي استولى على السلطة غير مؤهل لاستلام هذا المنصب.

تكلمنا اكثر من مرة حول المصائب التي تصيب البلدان التي يتم السيطرة على الحكم فيها بقوة السلاح، يتم اغتصاب السلطة بدون وجه حق وأحد اوجه المصيبة ان يكون الذي استولى على السلطة غير مؤهل لاستلام هذا المنصب.

ففي سوريا مثلا عندما تم تحديد عمر رئيس الجمهورية بـ 40 عاما كان هذا لسبب، لانه في هذا العمر يكتمل نضوج الانسان ويهدأ ليمتلك الحكمة والقدرة على تسيير الامور بشكل افضل، بحيث يسيس الدولة ويقودها لتحقيق مصالحها بدون حماس زائد او طيش يتأتى من نقص الخبرة وضعف التجربة.

لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا

وهذا لا يعني بان كل من بلغ عمر الـ 40 عاما هو قادر على الاشتغال بالسياسة ، العمر شرط لازم غير كاف، لان هذا العمل يحتاج  الى مهارات خاصة وذكاء شديد وشعور كبير بالمسؤولية لتكون القرارات تحقق دائما المصلحة العامة ضمن ما هو ممكن.

اصرار جورج قرداحي على تصريحاته التي ادلى بها حول اليمن ووصف دول الخليج بالمعتدية وان الحوثيين يدافعون عن انفسهم، يمثل مثالا واضحا حول هذا الموضوع.

في السياسة لا يعبر الساسة عن آرائهم الشخصية وقناعاتهم وانما سلوكهم احاديثهم قرارتهم يجب ان تصب كلها في اطار حماية مصالح السكان وتحقيق افضل حياة ممكنة لهم.

فالكلمة والقرار والممارسة كلها لها انعكاسات ليس على اصحابها وانما على جميع السكان.

كلام المسؤول لا يمكن ان يكون رد فعل او تعبير عن حكم شخصي او قول مثالي.. هو فعل وظيفي يجب ان يدرس جيدا ليؤدي الهدف الذي تسعى اليه الحكومة.

كان لنا في سوريا اكثر من مرة، وربما مؤخرا كل المواقف السياسية تندرج في خانة المناكفة والجكر، ولكن البداية نذكرها جميعا عندما وصف الاسد زعماء الخليج بعد حرب تموز مزهوا بالنصر المزيف وصفهم بأنصاف الرجال..

ومثل هذا التصريح لا شك لن يمر مرور الكرام، وهذا ما ظهر لاحقا، وتبين بان هذا التصريح الذي تمت قراءته على انه يعبر عن موقف متطرف منحاز لايران، كان له ان غير جذريا في موقف دول الخليج والدول العربية عموما من النظام السوري، ولاحقا اغتنموا كل فرصة ممكنة لضربه واضعافه (لم يكن الهدف في رأيي التخلص منه).

وها هو قرداحي يعود مرة اخرى وزيرا للاعلام في بلد مضطرب وتعصف به المشاكل مثل لبنان، ليصرح قبل ان يستلم حقيبته حتى، بحديث تسبب في كارثة حقيقية اججت الصراع وربما ستكون حجر الاساس في مشروع قادم يدمر ما تبقى من هذا البلد..

لذلك الوصول للسلطة من خلال المنافسة والفرز لضمان وصول الافضل هو ما يحقق المصلحة العامة، وايضا الديمقراطية وآلياتها هي التي يمكن ان تخفف الضرر في حال تم اكتشاف ان صاحب السلطة غير مؤهل ربما يكون اهبل او مجنون واقصد قرداحي هنا.. لا يجب ان يترك له المجال ليتمسك بالمنصب ويكون الثمن خراب البلد والتسبب بضرر بالغ لسكانه..

 

 

30.10.2021 22:05