روسيا تكشف سبب انهيار هدنة سوريا.. وتصف تعليق واشنطن المباحثات معها "انتصار بطعم الهزيمة"
أرجعت وزارة الدفاع الروسية, يوم الثلاثاء, سبب انهيار الهدنة في سوريا الى "عجز" الولايات المتحدة الامريكية عن الوفاء بالتزاماتها بخصوص اتفاق وقف اطلاق النار في البلاد, واصفة قرار واشنطن تعليق تعاونها مع موسكو حول سوريا بأنه "انتصار بطعم الهزيمة", لكنها أبدت استعداد الروس للتعاون والحوار مع واشنطن لتسوية الازمة السورية.
وذكر موقع (روسيا اليوم) ان وكالة (تاس)نقلت عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف قوله, أثناء مشاركته في أعمال الدورة الـ7 للمنتدى السنوي العسكري حول قضايا الدفاع والأمن في بكين, ان موسكو على "استعداد لاستئناف الحوار والتعاون مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لتسوية الأزمة السورية".
وجاء ذلك بعد يوم من اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موضوع استئناف التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية حول الملف السوري "أمر متروك لواشنطن", مبدياً استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن بشأن تسوية الأزمة السورية "بأي صيغة من الصيغ".
وعن القرار واشنطن تعليق تعاونها مع موسكو حول سوريا, وصف أنطونوف القرار بأنه "انتصار بطعم الهزيمة"، مضيفا أن الطرف الوحيد الذي يستفيد منه هم "الإرهابيون".
وقررت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، تعليق مشاركتها بالمحادثات الثنائية مع روسيا حول الملف السوري، على خلفية عدم تنفيذها لالتزاماتها, فيما اعربت روسيا عن "اسفها," واصفة القرار بأنه "مخيب للامال".
وأعرب المسؤول الروسي عن "خيبة أمل بلاده جراء تقويض واشنطن الاتفاقات التي توصل إليها وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في جنيف 9 أيلول الماضي"، مشيرا الى ان سبب انهيار اتفاق الهدنة في سوريا يعود الى " عجز" الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بفصل مقاتلي المعارضة المعتدلة عن متطرفي تنظيم "جبهة النصرة"، وتحسين الوضع في طريق الكاستيلو، الشريان الاستراتيجي بالغ الأهمية الواصل إلى مدينة حلب المحاصرة.
وتوصلت روسيا والولايات المتحدة في 9 أيلول، إلى اتفاق شامل حول وقف الأعمال القتالية في سوريا، تعهدت الولايات المتحدة بموجبه بالضغط على مجموعات المعارضة السورية "المعتدلة" لضمان انفصال عناصرها عن مسلحي تنظيم "جبهة فتح الشام" (النصرة) المصنف إرهابيا على المستوى الدولي, الا ان موسكو اتهمت واشنطن بمحاولة حماية "جماعات ارهابية", و عدم الالتزام بتعهداتها الخاصة بعزل المعارضة المعتدلة عن "الارهابيين".
كما أعرب نائب وزير الدفاع الروسي عن "أمله في أن الولايات المتحدة لم تتخل تماما عن الوسائل الدبلوماسية لصالح السيناريو العسكري في سوريا"، داعيا "زملاءه الأمريكيين إلى التقييم الموضوعي لجميع إيجابيات وسلبيات قرارهم".
وشهدت المباحثات الروسية الأمريكية حول سوريا، فترة عصيبة، اذ هدد الجانب الأمريكي بتعليقها مالم تقم موسكو بالضغط لإيقاف الهجوم على حلب, ودراسة خيار استخدام القوة العسكرية ضد النظام في سوريا، أو تزويد المعارضة بأسلحة نوعية جديدة.
في حين ردت روسيا, على لسان عدد من مسؤوليها, انها لا تزال منفتحة للحوار مع واشنطن بشأن التسوية السورية, وانها مستمرة في مكافحة الارهاب ودعم الحكومة السورية , مهددة في الوقت ذاته الجانب الامريكي من شن أي عدوان على القوات النظامية السورية, رافضة فكرة تسليح المعارضة , واصفة الخطوة بانها "غير بناءة".
سيريانيوز