14 قتيلا بسقوط قذائف صاروخية على مشفى وأحياء عدة بحلب خاضعة لسيطرة النظام
قيادة الجيش النظامي: قواتنا تقوم بصد هجوم لتنظيمات مسلحة على حلب من عدة محاور
سقط 14 قتيلا، يوم الثلاثاء، إضافة إلى عشرات الجرحى جراء سقوط عشرات القذائف الصاروخية على أحياء ومناطق خاضعة لسيطرة النظام في حلب، حيث أصابت إحداها مشفى ما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير قسم كبير منه.
ونقلت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء عن مصدر في شرطة حلب، دون أن تسمه، قوله إن أكثر ن 65 قذيفة صاروخية سقطت في أحياء شارع النيل والسبيل والسريان والخالدية والموكامبو والسبيل ومنطقة الرازي ومحيط جامع الرحمن ما تسبب بمقتل 20 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
ولفت المصدر إلى أن إحدى القذائف الصاروخية طالت مشفى الضبيط للتوليد بحي المحافظة ما تسبب بمقتل 3 نساء وإصابة 17 آخرين جميعهم من الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن الحصيلة الحالية تبقى أولية مع وجود العديد من الحالات الحرجة.
ونشرت صفحات موالية بمواقع التواصل الاجتماعي صورا لمناطق سقطت فيها قذائف صاروخية أظهرت دمارا كبيرا، ومن بينها صورة لمشفى الضبيط الذي طاله قصف، حيث أظهرت الصور تدمير قسم كبير من واجهة المبنى، إضافة إلى تضرر باقي المبنى وبعض المباني المحيطة، مشيرة إلى أنه تم استهدافها بما يسمى قذائف "مدفع جهنم"، وهي عبارة عن اسطوانات غاز محشية بالخردة والمتفجرات يسبب انفجارها دمارا واسعا.
كما أدى القصف إلى انتشار حالة من الهلع والذعر في المدينة حيث فضل الأهالي عدم الخروج إلى الشوارع، وأظهرت صورا بثتها صفحات موالية لطلاب كليات بجامعة حلب وقد تجمعوا في بهو الأبنية خوفا من إصابتها بإحدى القذائف.
ويأتي ذلك بعد أيام من تعرض مشفى "القدس" الواقع ضمن أراض تسيطر عليها المعارضة في حلب إلى قصف "بالطائرات"، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، بينهم 6 مسعفين وطبيبين على الأقل، وفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود" التي كانت تدير المشفى.
الأمر الذي دفع ناشطون ومصادر معارضة إلى اتهام النظام بأنه وراء القصف الذي تعرض له اليوم مشفى الضبيط بحي المحافظة للتغطية على قصفه مشفى القدس.
في سياق متصل، قالت القيادة العامة للجيش النظامي في بيان إنه "في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية ومحلية لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية وتطبيق نظام تهدئة في حلب" قامت مجموعات من المسلحين بـ "هجوم واسع من عدة محاور في حلب" سبقه قصف استهدف أحياء في المدينة ما أدى سقوط قتلى وجرحى، مضيفة أن "قواتنا تقوم بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران"، دون إيراد مزيد من التفاصيل.
وعلى المقلب الآخر، قالت مصادر معارضة إن عدد من الضحايا سقطوا جراء قصف جوي طال أحياء الفردوس وضهرة عواد والهلك وكرم البيك والأنصاري والشعار والصاخور والسكري في حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة.
وفي وقت ذكرت معلومات متطابقة من مصادر أن انفجارا وقع في منطقة جمعية الزهراء ما أدى إلى انهيار عدة مباني في المنطقة، قالت مصادر معارضة إن فصائل مقاتلة فجرت نفقا في المنطقة ما أدى إلى وقوع هزة قوية، تلاه قيام مقاتلين معارين بشن هجوم من عدة محاورة على المنطقة.
وتشهد عدة أحياء في مدينة حلب, منذ أكثر من 10 أيام , أحداثا دامية, حيث تعرضت أحياء واقعة تحت سيطرة القوات النظامية لسقوط عشرات القذائف, كما طال قصف جوي عدة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة, مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى, وسط اتهامات للنظام والطيران الروسي المسؤولية عن ذلك, فيما يتزايد "القلق" الدولي بخصوص الهجمات التي تتعرض لها المدينة, فضلا عن دعوات لوقفها.
ويأتي التصعيد الأخير بعدما أعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي بدأ زيارة أمس الى جنيف سعيا لتثبيت الهدنة, إن المحادثات مع روسيا وشركاء بلاده في التحالف "تقترب من نقطة تفاهم" بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك مدينة حلب، فيما أكدت روسيا استمرار المحادثات لضم حلب إلى الاتفاق الذي يشمل دمشق والغوطة الشرقية وريف اللاذقية.
وتوصلت واشنطن وموسكو لاتفاق "تهدئة" شمالي اللاذقية وضواحي دمشق, دخل حيز التنفيذ , منتصف ليل الجمعة- السبت, في ظل تصعيد في الأعمال القتالية بعدة مناطق لاسيما مدينة حلب، إلا أن هذا الاتفاق لم يشمل مدينة حلب، حيث رفضت روسيا الضغط على النظام لوقف هجماته في حلب بمبرر أنه "يحارب تنظيمات إرهابية".
وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات الدولية بضبط النفس ووقف تصعيد الهجمات والخروقات، في وقت تشهد فيها "الهدنة" انهيارا وشيكا، مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.
سيريانيوز