هل تعتمد شركات الطيران قاعدة ترك المقعد الاوسط فارغا؟
في تايلاند، لا تقدم الخطوط الجوية على متنها أي طعام أو ماء أثناء الرحلات، ويُفرض ارتداء قناع الوجه الواقي، في ماليزيا وإندونيسيا، يجب أن تكون نصف مقاعد الطائرة فارغة، أما في الولايات المتحدة وأوروبا، فشركات الطيران غير ملزمة بترك المقعد الأوسط خاليا.
"غير فيروس الكورونا طريفة السفر" على حد قول إحدى المسافرات في بكين، برحلة داخلية، في طائرة كانت مليئة بالعدد المسموح به بموجب القواعد المفروضة في الصين.
وقالت الراكبة أنهم اضطروا لارتداء الأقنعة، كما طُلب منهم التعاون فيما يخص الاجراءات المتبعة لمكافحة الفيروس مما جعلها غير مرتاحة في رحلتها. كما أكدت أن على الركاب الخضوع لعدد من فحوصات درجة الحرارة بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية عند مغادرة المطار.
قال سوبهاس مينون، رئيس مجموعة الخطوط الجوية Asia Pacific Airlines انه "يتبع المسافرون وشركات الطيران والمطارات مجموعة قواعد مفروضة خلال الوباء ما سيجعل الطيران مختلفًا في كل البلاد تقريبا"، واضاف "يعتبر إعادة تشغيل خطوط الطيران سباق مع الزمن" "لا يزال هناك تخوف من السفر".
بعد أكثر من عام على إطلاق طائرة بوينج 737 MAX، تواجه هذه الصناعة مرة أخرى تنظيمًا تدريجيا.
كان الدافع الأخير لمثل هذه التغييرات واسعة النطاق في الطريقة التي تعمل بها الخطوط الجوية هو هجمات أيلول 2001 في الولايات المتحدة، والتي تلاها إجراءات أمنية جديدة فهم الناس. على الصعيد العالمي متطلبات هذه الإجراءات. قال نائب رئيس شركة بوينغ مايك ديلاني، "نرغب بوجود بروتوكولات موحدة".
تتغير أيضا الخدمة على متن الطائرة إذ يتم تخفيض وجبات درجة رجال الأعمال، التي كانت تشكل سابقا عنصر جذب هام بالنسبة لمبيعات شركات الطيران المميزة والتي كانت توظف طهاة المشاهير، واستُبدلت الآن هذه الوجبات الفاخرة بوجبات معبأة مسبقا في كثير من هذه الشركات بما فيها طيران الإمارات، وطيران كندا (Air Canada) والخطوط الجوية البريطانية (British Airways).
بالنسبة لبعض الشركات فقد أصبحت تعتمد في عملها على الأتمتة بشكل أكبر، مثل Qantas Airways Ltd إذ أنها تطلب من المسافرين تسجيل الوصول عبر الإنترنت للحد من الاتصال فيما بينهم وبين الموظفين أيضا، ويقول بهذا الخصوص سوميش باتل من مزود SITA للتكنولوجيا، أنه يأمل في الاستفادة من هذا الموضوع: "ستعمل الصناعة أكثر من أي وقت مضى من أجل تخديم إجراءات الرحلة بالكامل عبر الهواتف المحمولة".
الجدل حول ترك المقعد الأوسط فارغا
تدور أكثر الجدالات القائمة فيما يخص الرحلات الجوية حول وجوب ترك المقعد الأوسط على متن الطائرة فارغا أم لا، إذ يعني ذلك ألا يتجاوز عدد الركاب على متن الطائرة ثلثي سعتها وهذا يؤدي إلى اضطرار الشركات لرفع أسعارها لتحقيق الأرباح.
أكد أحد المسافرين مؤخرا برحلة داخلية للخطوط الجوية الماليزية أنه رغم إعفاء شركة الطيران من هذا الشرط فقد كان مرتاحا في رحلته إلا أنه لن يفكر في السفر دوليا في الوقت الحالي.
وقال مسؤول في مكتب الطيران المدني الياباني إن مسألة المقعد الأوسط الفارغ ستثير جدلا إذا لم يتم تطبيقها بشكل شامل، لأن ذلك سيعطي مزايا إضافية لبعض الشركات على حساب الأخرى.
وقال مسؤول لم يسمح له بالتحدث علنا أنه من المهم التنسيق بين الدول التي تغادر رحلاتها مع الدول التي تصل إليها الرحلات..
رغم وجود دعوة إلى تطبيق معايير مشتركة إلا أن بعض الدول تطبق قواعدها فقط على شركات الطيران المسجلة لديها، بينما تطبق دول أخرى قواعدها على شركات الطيران الأجنبية.
بينما تقوم شركات الطيران الأمريكية بالطلب من الركاب وطاقم الطائرة ارتداء أقنعة الوجه، وتُخضعهم أيضًا لاختبارات درجة الحرارة، لا تلتزم شركات الطيران الأوروبية بترك المقعد الأوسط فارغًا على متن طائراتها، ولكنها في المقابل أعلنت عن تطبيق إجراءات أخرى مصممة لطمأنة الركاب.
"يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الطائرة ليست المكان المثالي لتطبيق التباعد الاجتماعي، لذلك من الضروري العمل على تخفيف المخاطر الصحية بوسائل أخرى كأقنعة الوجه مثلا"، قال الرئيس التنفيذي لشركة Finnair (الطيران الفنلندي).
جيمي فريد وستيلا كيو وآن كورانين
رويترز
ترجمته لسيريانيوز – مريم فرح