وول ستريت جورنال: السعودية تجري محادثات مع الصين لتسعير مبيعاتها النفطية باليوان بدلا من الدولار
افادت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أن المملكة العربية السعودية تجري محادثات نشطة مع الصين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إليها باليوان، في علامة على التقارب مع بكين، وسط توتر مع واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ 6 سنوات، لكنها تسارعت هذا العام حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية للدفاع عن المملكة، إذ تتطلع السعودية إلى الحصول على دعم من الولايات المتحدة بشأن تدخلها في اليمن".
وقالت المصادر إن هذه الخطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار على سوق النفط العالمية وتمثل تحولا آخر من قبل أكبر مصدر خام إلى آسيا في العالم.
ويقول الأشخاص المطلعون على المحادثات، إن السعوديين ما زالوا يخططون لإجراء معظم معاملات النفط بالدولار، لكن هذه الخطوة قد تغري منتجين آخرين بتسعير صادراتهم الصينية باليوان أيضًا، مثل مصادر النفط الكبيرة الأخرى للصين وهي روسيا وأنغولا والعراق.
وأظهرت البيانات أن السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، حافظت على مرتبتها كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في العام 2021، حيث زادت الإمدادات بنسبة 3.1% مقارنة بالعام 2020.
وقال مسؤول سعودي مطلع على المحادثات للصحيفة "لقد تغيرت الديناميكيات بشكل كبير، وتغيرت علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، وأصبحت الصين هي أكبر مستورد للخام في العالم، وهم يقدمون العديد من الحوافز المربحة للسعودية".
وكانت "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر مطلعة ومسؤولين، يوم الاثنين، أن السعودية وجهت دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الرياض.
وتشير هذه التطورات إلى اتجاه المملكة نحو الصين، في خطوة فسرها المحللون بأنها محاولة للضغط على الولايات المتحدة التي اتبعت نهجا يثير استياء الرياض، منذ تولي الرئيس جو بايدن الحكم.
ومنذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة، في كانون الثاني 2021، تعرضت الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة للاختبار؛ بسبب سجل الرياض في حقوق الإنسان، خاصة في ضوء الحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" هذا الشهر، إنه "لا يهتم"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسيء فهم أمور تخصه.
وذكرت تقارير عدة في الأيام الماضية، أن هناك توترا بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، بسبب أن بايدن يرى أن الملك سلمان هو نظيره، ولذلك لا يهتم بالاتصال بالأمير محمد، لأنه أقل درجة منه وليس نظيرا له.
سيريانيوز