الأسد: تقدم الجيش بحلب سيغير مجرى المعركة كلياً في سوريا

تطرق الرئيس بشار الأسد في حديث لصحيفة (الوطن) المحلية, الى عدة ملفات ابرزها الوضع بحلب والهدنة فيها والحوار السوري والمصالحات واعادة الاعمار والمهجرين وموضوع الفيدرالية.

قال الرئيس بشار الأسد, يوم الأربعاء, إن تقدم الجيش النظامي في حلب الآونة الأخيرة سيغير مسار المعركة في كل سوريا, مشيراَ الى ان المدينة كانت "الأمل الوحيد" للمعارضة وداعميها, بعد فشل معارك دمشق وحمص.

ولمح الأسد, في مقابلة له مع صحيفة "الوطن" المحلية, إلى أن التطورات في المعركة على مدى العام المنصرم هي التي أدت "للنتائج التي نراها اليوم".

جاء ذلك عقب اعلان وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري تمكن  من استعادة السيطرة على 15 حياَ جديداَ  بشرق حلب، ليرتفع العدد العام للأحياء المحررة من قبضة المسلحين هناك إلى 50, أي ما يعادل 70 % من إجمالي المساحة.

واستطاع الجيش النظامي تحقيق تقدم سريع في شرق حلب منذ بدء عمليته هناك, منذ منتصف الشهر الماضي, بهدف استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة, حيث تمكن من انتزاع عدة احياء, وسط فرار ونزوح الآلاف في ظروف انسانية وامنية سيئة.

ووصف الأسد حلب بأنها كانت "الأمل الأخير" للمعارضة وداعميها, وقال "بعد فشل معارك دمشق وحمص, حلب كانت أملهم الأخير".

ويشار الى أن فصائل المعارضة المسلحة في حلب طرحت، في وقت سابق من يوم الأربعاء، مبادرة تدعو الى اعلان هدنة إنسانية فورية لمدة 5 ايام بهدف إجلاء الحالات الطبية والمدنيين من المدينة.

وأشار الأسد الى أن انتصارات النظامي في حلب "تعني فشل المشروع الخارجي الإقليمي والغربي".

وجاء ذلك في وقت اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر,  الأربعاء, ان قدم الجيش ضد مقاتلي المعارضة في حلب هو "نصر استراتيجي سيمنع التدخل الأجنبي ويغير العملية السياسية".

واضاف الاسد ان "معركة  حلب ستكون ربحاً، لكنها لا تعني نهاية الحرب، لا تنتهي الحرب في سوريا إلا بعد القضاء على  الإرهاب تماماً."..

وتشهد مدينة حلب اهتماما دوليا كبيراً، حيث عقدت جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين لطرح مشروع قرار بشأن المدينة لاقى رفض روسيا والصين، ما عرقل اقراره، في وقت تصر فيه بعض الفصائل المعارضة على رفض الخروج من المدينة وتأكيدها متابعة القتال حتى النهاية.

وفي هذا السياق قال الأسد إن "تركيا وضعت كل ثقلها في حلب , والرئيس رجب طيب وأردوغان وضع كل رهانه عليها, ومع تحرير كامل حلب لن يبقى في أوراق الغرب والإرهابيين أوراق حقيقية".

وعن التدخل التركي بسوريا, قال الاسد "عندما يكون هناك تدخل تركي، فمن حق  سوريا أن تدافع عن أراضيها، وسنقوم بذلك طبعاً".

وتعارض الحكومة السورية التدخل التركي في سوريا وتعتبره "عدوانا ", في حين اعلنت تركيا مرارا, على لسان عدد من مسؤوليها, ان العملية في شمال سوريا مستمرة حتى طرد "داعش"، وازالة كل الأخطار التي تهدد أمن تركيا من على الحدود المشتركة.

يشار الى أن القوات التركية بدأت في 24 آب الماضي عملية عسكرية على الحدود مع سوريا تحت اسم "درع الفرات" بهدف طرد مسلحي "داعش" من المناطق الحدودية مع سوريا وفرضت حصارا من جهة الغرب على مدينة الباب بريف حلب, الخاضعة لسيطرة التنظيم نافية أي مصالح لها في المنطقة.

وعن دور واشنطن, قال الأسد إن "الضغط الأميركي يمنع الكثير من الدول التقدم خطوات باتجاه سوريا".

وأضاف الأسد أن الأمريكيين "باتوا يتوسلون الهدنة لأن عملائهم من الإرهابيين باتوا في وضع صعب".

يأتي ذلك في وقت يتبادل  فيه الجانبان الروسي والأمريكي الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من مدينة حلب.

ولفت الأسد أن "الهدن كانت لفتح المجال أمام المدنيين للخروج ولإدخال المساعدات الإنسانية وإعطاء فرصة للإرهابيين لإعادة التفكير في موقفهم".

وتدعو دمشق وموسكو المعارضة إلى الانسحاب من حلب وإلقاء السلاح والقبول بممر آمن للخروج , في حين اعلنت المعارضة السورية  رفضها الانسحاب من المدينة, متعهدة بمواصلة القتال.

 من ناحية  اخرى, اشار الاسد الى انه لا يعتقد بأن لشعب السوري يقبل "بالفيدرالية" في أي مكان في سوريا", لافتا الى ان " القسم الأكبر من الأكراد ليس مع طرح الفيدرالية".

واضاف الاسد ان "المجتمع السوري أصبح أكثر صفاءً لأن الأمور اتضحت بالنسبة له" , مبدياً عدم "قلقه" على مستقبل سوريا.

وحول موضوع المهجرين, نفى الاسد ارسال مهجرين أو إرهابيين الى أوروبا, مؤكدا انه كان "يحذر الأوروبيين من خطر الإرهاب منذ البداية".

وتسبب تدفق اللاجئين إلى أوربا خلال العام الماضي بأزمة لجوء "غير مسبوقة" دفعت دول عدة لاتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة وسط غياب التوافق الأوربي على رؤية موحدة للحل, وكانت ألمانيا من أكثر الدول الأوربية استقبالا للاجئين، حيث بلغ عددهم بحسب الحكومة الألمانية، منذ بداية عام 2015 أكثر من مليون شخص. 

وعن إعادة الإعمار قال الأسد " لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل أن تأتي شركات من دول معادية لتقوم بـ إعادة الإعمار".

ويذكر أن رئيس الوزراء السابق وائل الحلقي قال، في وقت سابق من العام الحالي، إن السلطات السورية والروسية أبرمتا عقودا بنحو مليار دولار "لإعادة إعمار سوريا"، مضيفاً إن البلدين يعتزمان تطوير قطاعات الطاقة والتجارة وغيرها من قطاعات الاقتصاد.

وعن الحوار السوري, وصف الاسد حوار جنيف بانه " ميتاً "منذ البداية, مبيناان "حوار جنيف لم يبنى على أسس واضحة بل كان وسيلة لكي يحقق الإرهابيون ما لم يتمكنوا من تحقيقه في الميدان".

واكد الاسد "استعداده للحوار مع كل معارض لا يدعم الإرهاب ولا يرتبط بدول".

 وتمر التسوية السياسية للأزمة السورية، بمرحلة حساسة، حيث يتفق المجتمع الدولي على الحل السياسي للازمة السورية, لكن طريقة الحل تختلف, وسط تصاعد العمليات العسكرية في عدة مناطق وتحديدا شرق حلب،  في وقت لم يتحدد فيه بعد موعداً دقيقاً لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات السلام في جنيف، رغم آمال بعقدها .


سيريانيوز

07.12.2016 22:41