ردا على دعوات صناعيين بشان الاقراض.. صحيفة حكومية: من يجرب المجرب يكون "عقله مخرب"

قالت صحيفة تشرين الحكومية ان دعوات الصناعيين بتوسيع دائرة الاقراض ومنح قروض لهم يثير خشية المعنيين بالمصارف وذلك في رد غير مباشر على ما طالب به رئيس غرف الصناعة السورية فارس الشهابي بتبني سياسة مالية حكومية جديدة.

قالت صحيفة تشرين الحكومية ان دعوات الصناعيين بتوسيع دائرة الاقراض ومنح قروض لهم يثير خشية المعنيين بالمصارف وذلك في رد غير مباشر على ما طالب به رئيس غرف الصناعة السورية فارس الشهابي بتبني سياسة مالية حكومية جديدة.

وقالت الصحيفة في مقال لها بعنوان "يسيل لعاب رجال الاعمال" ان الرقم 2 تريليون ليرة الموجودة في المصارف والبنوك العامة كموجودات ناجمة عن ايداعات ومدخرات لمتعاملين معها شهية رجال المال والاعمال ويسيل لعابهم في كيفية الوصول لهذه المبالغ و(الغرف)، منها عن طريق الإقراض، وتتعالى الأصوات المطالبة بذلك من قبل ممثليهم في الغرف الصناعية والتجارية للاستثمار بهذه الأموال وتوظيفها في التنمية وإعادة تدوير عجلة ومنشآت الصناعة..

واضافت الصحيفة في مقالها "في اعتقادي أن مسامع وآذان المعنيين بهذه المصارف يستمعون إلى دعوات الصناعيين بتوسيع دائرة الإقراض ومنح قروض لهم بنوعٍ من الريبة والخشية في أن يلدغوا من جحر رجال المال والأعمال مرات أُخر وليس مرتين... ولسان حالهم يقول: (من يجرب المجرب يكون عقله مخرب)".

واردفت الصحيفة "بعد أن سبق للمصارف العامة أن فتحت خزائنها لهم منذ حكومة تحرير الأسواق والتجارة وغرفوا منها على مقولة (هيل بدون كيل) قروضاً للاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية ولتنتهي هذه القروض الصناعية مثلاً بإخراج المصرف الصناعي من دائرة الخدمة بشكل مؤقت بعد تعثره في تحصيل هذه القروض وأصابته في الشلل.." ، موضحا ان "المصرف الصناعي لم تسعفه عشرات القوانين والإجراءات والإعفاءات من الغرامات للمتعثرين في السداد لتسوية هذه الديون المستحقة على المقترضين وحتى إن الكثيرين منهم هرب بهذه الأموال خارج البلد، مستغلين ضعف الضمانات...".

وختمت الصحيفة مقالها "لا يخفى على أحد أن هذه الأموال والإيداعات في المصارف هي أموال خاصة لمودعين ومستحقة الدفع في أي لحظة كأمانات والتصرف بها يحتاج عقولاً والكثير من التأني والترقب في كيفية توظيف هذه الأموال، ذلك أن درهم مال يحتاج قنطار عقل".

وياتي مقال الصحيفة بعد يومين على توجيه رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي انتقادا للسياسة المالية الحكومية الحالية داعيا الى زيادة الرواتب وتسهيل الاقراض لتحفيز العرض والطلب وحركة الاسواق.

وقال الشهابي وهو عضو في  مجلس الشعب على حسابه على الفيسبوك بدون الاكتفاء الذاتي كيف سنواجه الحصار..؟! و بدون العمل و الانتاج كيف سنحقق هذا الاكتفاء..؟! و بدون الاسواق النشطة و القدرة الشرائية المقبولة كيف سنحقق الانتاج..؟! ودون الرواتب المناسبة و القروض المشجعة كيف سنحفز العرض و الطلب و حركة الاسواق..؟! الامر لا يحتاج الى نظريات اقتصادية بقدر ما يحتاج الى منطق..! اين هي المبادرة التنموية السورية في هذه الظروف الصعبة.. .. نحتاج فقط الى سياسة مالية حكومية مختلفة جذرياً تعطي كل الاولويات للرعاية و التشغيل و ليس للجباية و التحصيل..!".؟!

وطالب صناعيون في الفترة الاخيرة باتخاذ اجراءات لتنشيط الصناعة في وقت يشهد المستوى المعيشي للسوريين تدنيا كبيرا في السنوات الماضية حيث تجاوز مستوى 80 بالمئة من عدد السكان حيث تشير احصائيات رسمية الى ان احتياجات الاسرة السورية المكونة من 5 اشخاص تصل الى 325 الف ليرة سورية فيما وسطي الراتب للمواطن السوري الى 35 الف ليرة سورية.

سيريانيوز

17.03.2019 23:14