ماذا تعرف عن باني "تاج محل".. الشاهد على أعظم قصص الحب في العالم
في 5 كانون الثاني عام 1592 ولد شاه جهان الذي يعتبر من أهم الأباطرة المغول الذين حكموا مساحات شاسعة في آسيا والذي ارتبط اسمه بأحد أشهر المباني التاريخية "تاج محل".
حصل الامير الشاب على تعليم راق جدا، فقد درس عدد كبير من التخصصات وأصبح متخصص في فنون الدفاع عن النفس، وقد عاش حياة الرفاهية بكل اشكالها حتى مات في 22 كانون الثاني عام 1666م، في مدينة اكرا وقد كان عمره حينها 74 عام.
في عام 1628م، استولى على العرش بعد والده جهانجيز، والذي توفى عام 1627م، وقاد معركته الحاسمة ضد خصمه في الحكم حتى فاز بالعرش واصبح امبراطورا، وقد حاز على لقب السلطان الأعظم خلال فترة حكمه، وأيضا كانت له الكثير من الألقاب منها، خاقان المكارم، أبو المظفر شهاب الدين محمد، صاحب القيران ساني، شاه جهان بادشاه غازي.
اشتهر شاه جيهان بحبه الكبير لزوجته ممتاز محل التي قضت في ريعان الصبا ... ولكي يخلد ذكراها شيد الضريح الفخم في اكرا، المعروف بـ "تاج محل"، وهو من أروع النصب التذكارية في العالم أجمع.. وشيد كذلك العرش الطاووسي، وأسس مدينة نيودلهي، وبنى فيها مسجدا رائعا.
كان شاه جهان في الخامسة عشر حينما شاهدها لأول مرة في حفل، وكانت تصغره بسنة واحدة، وكان عشقا من النظرة الأولى .
بعد خطبة دامت خمس سنوات تزوج العاشقان عام 1612 وعلى العكس من معظم قصص الحب فإن غرام الأمير الشاب بحبيبته لم يفتر بعد الزواج، بل زاد تأججا وتوهجا، ولشدة تعلق الأمير بزوجته كان يصطحبها معه أينما حل وارتحل، حتى في أسفاره وحروبه.
في عام 1631 توجه شاه جهان لاخضاع والي إحدى المقاطعات الأفغانية المتمردة، وكالعادة اصطحب معه زوجته الحبيبة، لكن يبدو أن الرحلة الطويلة والشاقة أرهقت ممتاز محل التي كانت حاملا آنذاك فتعسرت ولادتها وشارفت على الموت، فهرع اليها السلطان وجلس عند رأسها يذرف الدموع، ويقال بأن ممتاز محل نظرت اليه قبيل موتها وطلبت منه أمرين، الأول أن لا يتزوج بعدها أبدا لئلا ينجب أولادا آخرين ينازعون أبناءها، والثاني أن يشيد لها ضريحا فريدا من نوعه ليخلد ذكراها الى الأبد، وقد وافق السلطان على الطلبين، وبقي مرابطا عند رأسها على أمل أن تستعيد عافيتها لكنها ما لبثت أن لفظت أنفاسها وانتقلت الى بارئها.
ويقال بأن السلطان اعتكف بعد موتها لسنة كاملة، وحين خرج الى الناس مرة أخرى كان شعره قد ابيضّ بالكامل وتقوّس ظهره.
بدأ بناء تاج محل سنة 1632م وانتهى من بنائه سنة 1653م، والمهندس الذي صممه (في الغالب) فارسي اسمه "أستاذ احمد لاهوري" استخدم أكثر من 20 ألف عامل يوميا لانجاز الضريح، وكلف 40 مليون روبية.
وقد تم جلب المعماريين والحرفيين الى أكرا من بغداد ومن القصور العثمانية في تركيا وقدم مصممو الحدائق من كشمير والخطاطون من شيراز والحجارون والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والبناؤون من بخارى والقسطنطينية وسمرقند.
بُني تاج محل من الرخام الأبيض النقي الذي تم استخراجه من محجر جبل ماكراتا والذي يبعد 563 كلم (في اقليم راجستان)، تم استحضار الحجر الرملي الأحمر من دلهي كما أحضرت الحجارة الكريمة بالقوافل من كل أنحاء الأرض: اليشب من البنجاب والعقيق الأحمر من بغداد والفيروز من التيبت والملكيت واليشم والكريستال من تركستان وغيرها من اللؤلؤ والماس والزمرد والصفير... أكثر من أربعين نوعا من الأحجار الكريمة.
يبلغ ارتفاع المبنى حوالي 61م باكساء من الرخام الأبيض بكامله، وكتبت عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأسود... وقد تم ترصيع وتزيين جدران المبنى بالأحجار الكريمة والعقيق وزهور عباد الشمس وأحجار الفيروز، في تنسيق رائع يبهر الأبصار ويسلب العقول، كما تحيط بالمبنى من كل جانب مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة غير المتصلة، والتي يصل ارتفاع بعضها الى 41 مترا.
سيريانيوز